مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

عندما يتماهى الموقف مع الموقع - سمير خطيب

5.00 - (1 تقييمات)
نشرت
1377
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

عندما يتماهى الموقف مع الموقع - سمير خطيب
عندما يتماهى الموقف مع الموقع !
⁦ملاحظات حول مظاهرة السادس من حزيران في تل ابيب
كنا في الحزب أمام تحديين كبيرين ، الأول : هل نستطيع إخراج الآلاف من أبناء شعبنا للمظاهرة ضد الاحتلال ولأجل الديمقراطية والسلام ؟ وتحد ثان أصعب وهو: هل نستطيع تجنيد الآلاف من اليهود على أساس نفس الاهداف ؟ وكنا نعرف تمام المعرفة أن المجتمع الاسرائيلي أصبح أكثر يمينية وان الممارسات العنصرية ضد العرب في إسرائيل تزداد يوما بعد يوم وان الفاشية تلوح في الأفق ، وكنا نعرف أن الدعم الأمريكي لاسرائيل بلا حدود وان التحالف اليميني الترامبياهو يسعى لجر المنطقة الى حرب جديدة عبر ضم اراضي فلسطينية جديدة في ظل صمت عالمي وعربي مطبق ، وكنا نعرف الظروف الصحية والتقييدات بسبب أزمة الكورونا ، ومع هذا كنا نعرف أنه إذا لم نكن نحن فمن سيكون المبادر لإعلاء الصوت ضد الاحتلال ؟ .....ومن سيرفع راية التحدي ضد هذه الحكومة وسياستها ؟ الا نحن........
كانت مظاهرة جبارة شغلت وسائل الإعلام الاسرائيلية والعربية والعالمية وكنا أول من افتتح النضال الشعبي ضد المخطط الجديد بضم الاراضي الفلسطينية (وبهذا فليتفاخر المناضلون ) ، وكل ذلك بالرغم من عدم مشاركة العديد من الأحزاب العربية رسميا، وبالرغم من التحريض اليميني على كل عربي ويهودي كان سيشارك في المظاهرة ....... فتحية إكبار وإجلال للآلاف يهودا وعربا الذين شاركوا ولكل من بادر وساهم في نجاح المظاهرة .
لقد قدم الآلاف من المشاركين العرب من الشمال والجنوب إلى قلب تل أبيب في ساحة رابين ليرفعوا الصوت المناهض للاحتلال ومعهم آلاف من اليهود الداعين للسلام والرافضين للعنصرية والمؤيدين (بدرجات متفاوته ) لحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقله وعاصمتها القدس . ومع هذا لم أشاهد او أرى أي اشكالية بسبب رفع الاعلام الفلسطينية، وأكد غالبية الخطباء المشاركين موقفهم ضد الاحتلال بشكل واضح (ما عدا ممثلة حزب العمل ) . وكانت كلمة المرشح السابق للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي السناتور بارني ساندرس التى دعا فيها الى التصدي لمشروع الضم والاحتلال ودعا الى السلام وإقامة الدولة الفلسطينية إضافة ايجابية للمظاهرة .
لقد رافق التحضير للمظاهرة وبعدها نقاش (احيانا وصل حد التخوين ) حول شعارات المظاهرة وكتبت بعض المواقع " الوطنية" مثل موقع "عرب 48" عن المظاهرة وكأنها مظاهرة اليسار الصهيوني ، والحقيقة أن هذا النقاش شرعي في سياق بناء تحالف ضد الاحتلال والفاشية ولكنه ليس شرعيا بالمرة إذا كان هدفه التقوقع والتمترس لأنه عندها سيكون عائقا امام توسيع قاعدة النضال الذي يحتم التعامل مع شرائح أخرى جديدة ليس بالضرورة تفكر مثلك او ان اهدافها مثل اهدافك ، وذلك من أجل بناء تحالفات استراتيجية او تكتيكية واسعة ضد الاحتلال والفاشية ولأجل المساواة والديمقراطية ، ولهذا مهمتنا الوطنية البحث ب"فتلة وسراج " عمن يساهم في دفع عجلة نضالنا حتى لو توافقنا معه مرحليا او جزئيا ، وعليه بما أن الاحتلال أساس البلاء والكوارث يجب أن نوحد جهودنا مع كل مع من يناهض الاحتلال حتى لو لم يوافق على باقي أهدافنا وطموحنا مثلا باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وان يعود اللاجئين الى ديارهم ، فعندها نحن نكمل المسيرة ، ولا يعني التوافق على شعار مرحلي تخلي عن الشعار الاستراتيجي ولكن من الضروري التأكيد ان الشعار المرحلي يجب أن يكون جزءا من الشعار الاستراتيجي .وما كتبه الرفيق رجا زعاترة عن المظاهرة ضد قانون القومية صحيح لكل مظاهرة يهودية عربية في هذه البلاد التي يأخذ فيها الصراع الطبقي اشكالا حادة وشرسة من الصراع القومي والديني :
" معظم اليهود الذين شاركوا في مظاهرة تل أبيب يوم 11.8.2018 ا ليسوا "وطنيين فلسطينيين"، ولا تخفق قلوبهم عند سماع "موطني" و"علّي الكوفية" ولا يعرفون العلت والخبيزة ولا يحفظون قصائد محمود درويش وتوفيق زيّاد وسميح القاسم عن ظهر قلب. وهم متنوّعون بدورهم. دوافعهم مختلفة وقد تبدو لنا غريبة ومتناقضة ("كيف يعني واحد صهيوني وضد قانون مغرق في الصهيونية؟"، "كيف هو ضد قانون القومية وبنفس الوقت مع وثيقة الاستقلال؟"). هذه "الصحوة" لقوى ما يسمّى باليسار الصهيوني، مهما كانت متأخرة، هي تطور إيجابي علينا تحليله وبناء استراتيجية للتعامل معه مستقبلاً، بهدف تعميق تناقضهم مع الصهيونية وسلخهم، قدر الإمكان، عنها وعن أسسها الفكرية والسياسية. هم من انضمّوا إلينا وإلى قضيتنا العادلة وإلى مطلبنا الحقّ. وهذا ما يهمّنا في هذه المرحلة: أن ننتج معارضة كبيرة وحازمة للقانون وللسياسة الفاشية، ليس فقط من الأقلية القومية بل من قطاعات واسعة بين الأكثرية القومية".
أعتقد أن تجربة مظاهرة يوم السبت الفائت كانت فاتحة ايجابية لتطوير فكرة الجبهة العريضة لمناهضة الفاشية، ونحو بناء تحالفات تكتيكية واستراتيجية لانهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وأعتقد ان المسؤولية التي تقع على الحزب الشيوعي والجبهة -بحكم الموقع الريادي التاريخي والحالي- تحتم علينا قيادة أبناء شعبنا الى بر الأمان وذلك باتخاذ مواقف مهمة، واحيانا صعبة من أجل الوصول إلى الهدف ، ولكي تتطور التجربة يجب أن تتظافر كل الجهود وتكثيف النقاش مع الشركاء في المشتركة من أجل دفعهم لمسار النضال اليهودي المشترك ، وعدم السماح لدعاة التثبيط من جدوى هذا النضال، وذلك بالمشاركة الفعالة بهذه النشاطات والتعلم منها فكل تجربة كهذه تثري العمل السياسي والوطني ، ولا مكان لليأس في حالتنا ولا مكان للجمود في أي حركة سياسية مهمتها النهوض بالمجتمع نحو إنجازات سياسية وطنية ومدنية مهمة .
أن تقف تحت العلم الأحمر وبجانبك علم فلسطين في وسط تل ابيب وحولك الآلاف يهودا وعربا يهتفون ضد الاحتلال وضد العنصرية في ظل حديث عن ضم الاراضي الفلسطينية (احتلال جديد ) وحكومة يمينية عريضة أمر ليس مفهوم ضمنا ، فهو ان دل على شيئ انما يدل على الثقة بالموقف والهدف، والاعتزاز بالانتماء لهذا الخط السياسي الوطني الاصيل .
 
1377
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل