عندما_يخاف_السجّان_السجين- سمير الخطيب

في زنزانةٍ لا يقف فيها إلا ظلّ السجان، ارتعش القفلُ الحديدي. كان الصوت يأتي من الداخل، لا من الخارج، كأن السجنَ يُخيفُ السجان. هناك – في الركن البعيد – جلس مروان البرغوثي ، يكتب على الحائط بظفره: «الحريةُ تبدأ من خوفِ الآخرين منك، لا من خوفك منهم».

مرّ بن غفير في الممرّ، فشعر أن قدميه ترتعشان تحت نعلَيه. لم يكن خائفاً من الصخب، بل من الصمت الذي يتركه مروان خلفه. كلما اقترب من القضبان، سمع قلبه يطرق الباب من الداخل، وكأن البرغوثي يمسك بمفتاحٍ غير مرئي.

السجان يحمل سلاحاً، لكن السجين يحمل زماناً. السجان يقيس الوقت بالساعة، أمّا السجين فيقيسه بعمرٍ لم يُولد بعد. لذلك، عندما يخاف السجانُ السجين، فإنه يخافُ من طفلٍ سيولدُ بعد عشر سنواتٍ ويسأل: «من كان يمسكُ المفتاحَ حقاً؟».