مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

ما هي إمكانيات حدوث حرب أهلية في إسرائيل على ضوء الأحداث الأخيرة ؟

5.00 - (1 تقييمات)
نشرت
21
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

ما هي إمكانيات حدوث حرب أهلية في إسرائيل على ضوء الأحداث الأخيرة ؟
استطلاع لصحيفة معاريف: 60% من الإسرائيليين يرون خطرا حقيقيا لاندلاع حرب أهلية في إسرائيل.
*******
ما هي إمكانيات حدوث حرب أهلية في إسرائيل على ضوء الأحداث الأخيرة ؟
### جوهر الأزمة: صراع طبقي مُقنَّع بخطاب سياسي وديني*
تُخفي الأزمة الإسرائيلية الحالية صراعاً طبقياً عميقاً بين فئتين اقتصاديتين رئيسيتين:
- *الطبقة الوسطى العلمانية: تتركز في المراكز الحضرية مثل تل أبيب وحيفا، وتُسيطر على قطاعات التكنولوجيا والخدمات والمالية، والتي تُشكل 45% من الناتج المحلي الإسرائيلي. وفقاً لتقرير **معهد طاوب (2024)*، فإن 78% من المحتجين ضد سياسات نتنياهو ينتمون إلى هذه الشريحة، التي تخشى تآكل الديمقراطية بسبب تأثيره السلبي على الاستثمارات الأجنبية واستقرار العملة.
- *الطبقات المهمشة والمستوطنين: تعتمد هذه الفئة على الدعم الحكومي في الإسكان والبنية التحتية، خاصة في المستوطنات والمدن الطرفية مثل كريات أربع وبئر السبع. تُشكل هذه الشريحة 65% من مؤيدي نتنياهو، وفق استطلاع صحيفة **هآرتس (2025)*، حيث يربطون بقاءه بالحفاظ على امتيازاتهم الاقتصادية.
الانقسام ليس مجرد اختلاف سياسي، بل هو صراع على *الهوية الاقتصادية لإسرائيل*: هل تبقى دولة ليبرالية جاذبة للاستثمار العالمي، أم تتحول إلى دولة ريعية تعتمد على الدعم السياسي للمجتمعات المحافظة؟
---
### . تجليات الصراع: كيف يتحول الاقتصاد إلى هوية ودين؟*
لإضفاء الشرعية على الصراع الطبقي، يتم تغليفه بخطابات سياسية ودينية وإثنية:
#### *أ. الدين كأداة لتعبئة الفقراء*:
- يستخدم نتنياهو تحالفه مع الأحزاب الدينية (مثل "شاس" و"يهدوت هتوراه") لضمان ولاء الفئات المهمشة. في المقابل، يقدم لهم إعفاءات ضريبية وتمويلاً للمدارس الدينية، بينما تُهمَّش خدمات الصحة والتعليم في مدنهم.
- يُحذّر الكاتب *دافيد غروسمان* من أن "الدين أصبح عملة سياسية لشراء الولاءات، بينما تُباع الدولة بالمزاد العلني".
#### *ب. العلمانية كفزاعة للطبقة الوسطى*:
- تُصوَّر المعارضة العلمانية من قِبل اليمين على أنها "نخبة متغطرسة" تنفصل عن هموم المواطن العادي. يقول عضو الكنيست *إيتمار بن غفير*: "من يهتفون ضدنا في تل أبيب لا يعرفون معنى العيش بكرامة".
- في الواقع، يعكس هذا التصوير صراعاً على الأولويات: فبينما تطالب الطبقة الوسطى بتحسين التعليم العام والبنية التحتية، تُوجّه الحكومة الأموال إلى المستوطنات والمدارس الدينية.
#### *ج. البُعد الإثني: العرب ككبش فداء*:
- يُستخدم التمييز ضد العرب الإسرائيليين (20% من السكان) كأداة لتعزيز "الوحدة اليهودية"، رغم أنهم يعانون من نفس الإهمال الاقتصادي الذي تعانيه الطبقات الفقيرة اليهودية. وفقاً لتقرير *منظمة سيكوي (2024)*، فإن 40% من الأطفال العرب يعيشون تحت خط الفقر، مقارنة بـ20% من اليهود.
---
### . تاريخ من الاستقطاب: لماذا فشلت الدروس السابقة؟*
- *اغتيال رابين (1995)*: كشف عن انقسام بين علمانيين ومتدينين، لكن النخبة اعتقدت أن الجيش سيظل حامياً للديمقراطية. اليوم، تسييس الجيش (مثل تعيين وزراء من اليمين المتطرف على رأس الأمن) يهدد هذه الثقة.
- *الربيع العربي (2011): تشابه جزئي مع احتجاجات إسرائيل، حيث تحولت المطالب الاقتصادية إلى ثورات سياسية. الفارق هو أن النخبة الإسرائيلية تعتقد أن "الخطر الخارجي" (مثل إيران) سيمنع الانفجار الداخلي، وهو وهم يحذّر منه الخبير الأمني **عاموس يادلين*.
- *تجربة ترامب في أمريكا*: يُشبه نتنياهو ترامب في استخدام الخطاب الطائفي لتوحيد القاعدة الشعبية، لكن الفارق أن إسرائيل لا تمتلك مؤسسات قوية كالولايات المتحدة لاحتواء التطرف.
---
### . سيناريوهات المستقبل: من الانهيار الاقتصادي إلى الحرب الأهلية*
#### *السيناريو الأول: انهيار العقد الاجتماعي*
- مع استمرار توجيه الموارد إلى المستوطنات والمؤسسات الدينية، قد تشهد المدن الكبرى انتفاضة مدنية تطالب بانفصال اقتصادي عن السياسات الحكومية، كما حدث في *كتالونيا الإسبانية (2017)*.
#### *السيناريو الثاني: عنف طائفي مُمنهج*
- قد تتحول الاشتباكات بين متطرفي اليمين والمعارضة إلى مواجهات دينية مفتوحة، خاصة مع تصاعد الهجمات على المؤسسات العلمانية، مثل الهجوم على مقر قناة *"كان" (2024)* من قبل متطرفين حريديم.
#### *السيناريو الثالث: تدخل الجيش كطرف ثالث*
- إذا طالبت الحكومة الجيش بقمع المتظاهرين (كما حدث في احتجازات *ميدان التحرير 2011)، قد ينقسم الجيش بين مؤيد للسلطة ومعارض، مما يفتح الباب لسيناريو يشبه **الحرب الأهلية اللبنانية*.
---
### . الخلاصة: هل تنجو إسرائيل من مصيرها؟*
التحدي الأكبر لإسرائيل هو الاعتراف بأن *العدو الحقيقي ليس إيران أو حماس، بل التناقض الداخلي* بين هويتها اليهودية والديمقراطية. كما كتبت الصحفية *ناعومي تشايموفيتز*: "نحن نحارب شبحاً اسمه أنفسنا".
الخلاص ممكن عبر خطوات عملية:
- *إصلاح اقتصادي عاجل*: تقليل الفجوة بين المركز والهامش عبر استثمارات حقيقية في الصحة والتعليم.
- *فصل الدين عن الدولة*: إلغاء الامتيازات غير المبررة للمؤسسات الدينية.
- *دمج العرب، مواطني دولة إسرائيل*: منحهم حقوقاً اقتصادية وسياسية تعكس وزنهم السكاني.
إذا فشلت إسرائيل في هذه المهام، فقد تضاف لكتب التاريخ عن كيفية تحوُّل الصراع الطبقي إلى حرب أهلية تحت شعارات دينية وسياسية .
21
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل