مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

في ذكرى ميلاد فارس الكلمة الذي لم يترجل . #توفيق_زياد 7/5/1929

5.00 - (1 تقييمات)
نشرت
20
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

في ذكرى ميلاد فارس الكلمة الذي لم يترجل .
#توفيق_زياد 7/5/1929
يا نبراسنا الذي لا ينطفئ، نستحضر روحك الثائرة التي ما زالت ترفرف في سماء بلادنا، وكلماتك الخالدة التي تخاطب وجداننا كأنها نداء حي.
ها هو يوم ميلادك يطل علينا، ليذكرنا بقامة وطنية لم تعرف الليونة، ولم تخبُ جذوة إيمانها بوطنها وشعبها رغم قسوة المحن.
أنت الشاعر الذي جعل من الحرف سيفًا، ومن الكلمة مقاومة، ومن القصيدة وطنًا.
يا منارتنا التي تهدي التائهين في دروب النضال، كلماتك حية في قلوبنا، نرددها جيلًا بعد جيل. فلا يمكننا أن ننسى قسمك الغالي:
"بأسناني، سأحمي كلّ شبرٍ من ثرى وطني بأسناني. ولن أرضى بديلاً عنه لو عُلّقت من شريان شرياني."
وهي عهد علينا ورثناه منك ووفاء للأرض، وصرخة مدوية في وجه كل من يحاول المساس بوطننا، ونحن لن نخيب ظنك .
يا صوتنا الذي لا يخفت.. هل ترى غزة من هناك؟
إنها تُباد يا سيدي على مذبح الصمت العالمي. شعبك الذي صرخت بوجه الطغاة من أجله:
"ارفعوا أيديكم عن شعبنا"
صار يُذبح كل يوم. الأطفال الذين قلت عنهم "وأعطي نصف عمري، للذي يجعل طفلاً باكياً يضحك" يُدفنون تحت الأنقاض وهم يحملون أحلامهم. وكأنك كنت تعرف ، أن ما جرى سيعاد بطريقة أكثر قسوة وبشاعة
"وعلينا كان أن نُذبحَ"
.. ذبحاً كالنعاجْ"
ومع كل الأسى، اطفالك كما علمتهم:
"كالصبار"
، ينبتوا من تحت الركام،
و"كزوبعة النار"
يحرقوا اليأس قبل أن يحرقهم. ويستحضروا صرختك الخالدة: "هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار / وفي حلوقكم / كقطعة الزجاج , كالصبار / وفي عيونكم / زوبعة من نار"، كلماتك محفزة لهم، أنه رغم الدمار، يجب ان يكون عندهم إصرار على البقاء، وتمسك بالأرض والهوية، ورفض للاستسلام لآلة القتل، ولكني دعني أصدقك القول : إن الأمر صعب وفوق احتمال قدرة البشر .
آه يا أبا الأمين , ان الانقسام يكوينا، وكأنه لا يكفينا ما فينا، إنه يزيد من أوجاعنا ويضعف قوتنا في مواجهة المحن. آه، لو كنت بيننا اليوم، لكنت أول من يصرخ:
"أشد على أياديكم.." لكنتَ دعوت الجميع إلى الوحدة، إلى نبذ الفرقة، وإلى تغليب مصلحة الوطن العليا على كل الاعتبارات، خاصة في هذه الظروف العصيبة. يؤلمنا أن نرى انقساماتنا تُضعف صوتنا، وتُشتت صفنا. في وقتٍ نحتاج فيه إلى أن "نملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات / ونزرع الأفكار , كالخمير في العجين"، نجد أنفسنا أحيانًا نغرق في صراعات داخلية، ننسى فيها أن الوطن واحد، وان بعضنا يساهم في تقسيمه أكثر ما هو مقسم .
نربي الأجيال على نَهجِك الجليل
نبني من الكلمات صمودًا طويل
فأنت الذي علّمتنا معنى الجدار
أن يكون القلب حجراً في وجه الإعصار.
يا صوت فلسطين الصادق، يا من لم تعبد إلا أرضك وسمائك وشعبك الكادح، يا من قلت:
"وسوى الشعب الكادح ... وأيديهم ــ لست أقدس شياّ"، كلماتك رسخت فينا معنى الانتماء الحقيقي، ومعنى التضحية من أجل الوطن والإنسان، خاصة في وجه هذا الظلم والظلام.
يا نهر فلسطين الجاري، يا بركان العشق للوطن، يا من قلت: "فاقتلوني أتحدى ... لكن .. لن نركع"، منحتَنا القوة والعزيمة لمواجهة كل التحديات، ونحن اليوم، نؤكد لك أن روحك حاضرة بيننا، تلهمنا وتقودنا نحو العدل والسلام.
هل تسأل عن حالنا ؟
"كيف الحال? إن القلب يستنبي
وكيف حال الخيمة السوداءِ, والصحْبِ?
بالله هل ذُبتم كما ذُبْنا إلى القربِ?"
لا، نحن لسنا بخير ولكننا ما زلنا نسير على الدرب الذي رسمته بكلماتك النارية، وبإيمانك العميق بعدالة قضيتنا. نستلهم من عزيمتك الصلبة، ومن إصرارك الذي لا يلين. كلماتك "أنا ما هنت في وطني" هي نبراس يضيء لنا الطريق في أحلك الظروف، وتذكرنا بأن كرامة شعبنا أغلى من كل شيء.
هل ما زال هناك أمل ؟
نحاول أن نصرخ كما صرختَ في وجه المستحيل نستذكر قولك: "أشد الضوء.. خيطا ريقا، من ظلمة الليل"، ونتشبث بالأمل، ونبحث عن بصيص نور في قلب العتمة، حتى في أصعب الأوقات.
في ذكراك، نجدد العهد أن نبقى شعبًا "لا يسقط من أيدينا / علم الأحرار المشرع". سنظل نجري كنهرك، جارفين كل الطغاة، وسنبقى بركان عشق للوطن، حتى تشرق شمس الحرية على شعبنا.
يا أبا الأمين ، أنت لست ذكرى، بل أنت حياة، ونارٌ لا تنطفئ، وكلماتٌ ما زالت تحفر في أرواحنا درب المقاومة والصمود.
في ذكرى ميلادك يا توفيق زياد، ورغم الألم, نستذكر في ظلمة الليل الحالك أن "هنا .. لنا ماض .. وحاضر .. ومستقبل"، وأن التاريخ لا يكتبه إلا من يؤمن بقضيته. ونتذكر كما علمتنا بأن "على ارضي هذي، لم يعمر فاتحون!!".
"إنا باقونَ على العهد"..
شعبُك الذي لم يركعْ.
✍️ **من أبناءِ الجدارِ الذين ورثوا الغضبَ والياسمين**
20
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل