حرب المصالح
5.00 - (1 تقييمات)
نشرت
حرب المصالح بدون عواطف
هل الرد سيجر المنطقة إلى حرب ؟ أو الرد على الرد سيجرها إلى حرب شاملة ؟
الحرب ليست نزوة وهي خطوات محسوبة، وبداية أي حرب عادة لا تشبه المتوقع منها ، فهي أحيانا تجر أطرافا لم تكن بالحسبان أو أن الحسابات تخطئ في تقدير مقدرات الخصم .
ولهذا بشكل موضوعي وبدون عواطف للإجابة على هذا السؤال يجب أن نفحص المصالح فهي التي تحكم قرارات السلم والحرب ، ومن هذا المنطلق (المصالح ) علينا تحليل هل سترد إيران وحزب الله وهل سترد إسرائيل على ردهما ؟
الاطراف في النزاع الحالي المباشر خمسة اسرائيل وحماس وحزب الله وايران والولايات المتحدة واثنان هما روسيا والصين بشكل غير مباشر .
إسرائيل: معنية جدا بنشوب حرب شاملة لكي تعيد قوة الردع لها وهي التي قامت على القوة وعلى إخافة الأعداء وهي التي "نُصرت بالرعب" ، ولهذا لن تتردد حتى باستعمال أقذر الأساليب بالرد على إيران حتى النووي ، وعلى استعداد لتدمير لبنان ومنشئاته المدنية لأنها لا تلتزم بالقانون الدولي ولا الإنساني في الحروب ، وتوسيع الحرب ضرورة ملحة لإسرائيل لكي تستعيد قوة الردع ولكي تعيد اللحمة إلى المجتمع الإسرائيلي ناهيك عن مصلحة نتنياهو الشخصية في إطالة أمد الحرب .
حماس : معنية جدا بالحرب الشاملة لرفع الضغط عنها وعن غزة .
إيران: غير معنية بالحرب لأنها لا تضمن النصر بها، خاصة وانها لم تستكمل بعد برنامجها النووي، وبسبب وضعها الاقتصادي السيئ بسبب العقوبات الأمريكية ، ناهيك عن النقاش الداخلي بين الليبراليين بزعامة رئيس الدولة مسعود بزشكيان والمحافظين بزعامة المرشد الأعلى للثورة الايرانية خامينئي .
حزب الله : غير معني بالحرب الشاملة لأنه يعرف أن رد إسرائيل سيكون مدمرا للبنان وللحزب ناهيك أن هناك معارضة داخلية له وللحرب وهي ليس فقط لن تقف معه بل من الممكن أن تتآمر عليه .
الولايات المتحدة : غير معنية بحرب شاملة بسبب الانتخابات القريبة والوضع الاقتصادي الداخلي ، وبسبب خسارتها في الحروب المباشرة في العقود الأخيرة وطردهم من فيتنام حتى افغانستان وانكفائهم في قواعدهم في العراق بسبب المقاومة العراقية ، وهي أيضا تعلم أن حرب كهذه ستضعفها في صراعها مع روسيا والصين لأن حلفاؤها العرب لن يقفوا معها كما فعلوا ضد العراق عام 2003 ، بل ربما يخلق حالة من الصدام مع الدول العربية .
الصين وروسيا من مصلحتهما نشوب حرب شاملة لأن هذا سيضعف الولايات المتحدة حتى وإن لم يرغبوا بذلك .
ولهذا أعتقد أن إيران لن ترد وستبلع اهانة مقتل اسماعيل هنية على أرضها، والارجح أن إسرائيل ستضربها مجددا لاستفزازها لترد حتى ترد إسرائيل بقوة .
أما حزب الله فهو يرى كل المعطيات ويعلم أن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدي، ولهذا ليس من الحكمة أن يوجع إسرائيل لكي ترد بقوة فهو يعلم أن حاملات الطائرات الأمريكية لن ترحم لبنان إذا أصاب إسرائيل خطر .
هذه المرة الأولى التي نرى فيها تضارب بالمصالح بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويبدو أن يد إسرائيل العليا أو أن الزمرة الحاكمة في الولايات المتحدة ضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع فرض وقف الحرب على إسرائيل بالرغم من الضرر للمصالح الأمريكية .
أما عن غزة فليكن الله بعونها وعون أهلها ولن توقف إسرائيل الحرب حتى يصبح سعر صرف القتلى ١:١٠٠٠ وحتى تحولها إلى رماد