• المسيح قام... بالحقيقة قد قام! - منال عبدالله - خوري
المسيح  قام... بالحقيقة قد قام! -  منال عبدالله - خوري

من السهل أن يفقد المرء بوصلته في خضم معارك حياته اليومية. الحياة باتت مُتعبة وثقيلة جدا على كاهلنا، ومليئة بالتحديات والأشواك. وكلما جاهدنا في معركتها، كلما نالت منّا أكثر فأكثر! 

في القِدَم، كان ميزان الصواب والخطأ جليّ ومفهوم وسهل. أما اليوم فقد باتت ألوان الأبيض والأسود على طيف متعدد التموجات والدرجات... لم تعد القيم والمبادئ صارمة وحازمة، بل أصبحت مشروطة بالظروف والأشخاص والمواقف والمتغيرات المتجددة واللامتناهية. أصبحت كلّها قابلة للنقاش والتفاوض. أصبحت كل الحالات عبارة عن وجهات نظر. لقد فَقدَ العدلُ قيمته في عالمنا. حتى المفهوم المُطلق للظلم والقهر، أصبح نسبي!


"إِذَا انْقَلَبَتِ الأَعْمِدَةُ، فَالصِّدِّيقُ مَاذَا يَفْعَلُ؟»" (مز 11: 3).

كيف لنا أن نسترد وُجهتنا في وسط هذا التيهان والفوضى والهمجية؟ كيف بامكاننا ان نضبط بوصلتنا من جديد في عشوائية هذا العالم المعوج؟ 

من يفقه بالكتاب المقدس يعرف تماما بأن كل ما يحدث اليوم من حولنا هي رؤى ونبوات قديمة، تتحقق... ولو لم يقم الرب يسوع من الموت، لفقدنا بوصلتنا إلى الأبد! لمات معه كل رجاء، ولغرقنا في سوداوية العالم وزهقنا في جحيمٍ أبديّ! 

لكنّه قام... وبقيامته المجيدة حدّد وثبَّتَ وُجهتنا. وها هو سَهم بوصلتنا يقف حازمًا بلونه القرمزي الناصع مشيرًا نحو الشمال، نحو السماء الجديدة معه... هناك موطننا، وهناك لنا حياة وسلام لا ينتهي ولا يتغير... هناك... في بيت أبينا السماوي. لنُثبِّت عيوننا عليه هو وحده كيما لا نفقد طريقنا... فالمسيح قد قام، ونحن شهود على  ذلك. له كل المجد!

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع