مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

يجب أن نرى البلاد كوحدة جيو-سياسية واحدة -سمير خطيب

5.00 - (1 تقييمات)
نشرت
80
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

يجب أن نرى البلاد كوحدة جيو-سياسية واحدة -سمير خطيب

*مقدمة*

 

في رؤوس أقلام المؤتمر تم التأكيد من جديد على رؤية الحزب وتصوره للحل الدائم في قضية الصراع. وجاء ذلك في الفصل السادس من خلال نقاط اساسية وهي اقامة دولة فلسطينية في حدود الاراضي المحتلة عام 1967 وحل قضية اللاجئين وفق القرارات الدولية 242 /194 في اطار مفاوضات تضمن حقهم. وهذا الموقف هو موقف الحزب الرسمي منذ احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية عام 1967 وهذا الموقف الذي رفضه الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني بداية. وشعار دولتين لشعبين كلف الشيوعيين ثمنا باهظا حتى تبناه الجانب الفلسطيني والمؤسسة الحاكمة الاسرائيلية، صوريًا، والمجتمع الدولي بغالبيته حتى اصبح اليوم اساسا "للمفاوضات" بين الجانب الاسرائيلي والفلسطيني.

  • لمحة تاريخية


إن هذا الموقف لم يكن موقف الحزب قبل الحرب العدوانية واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة (وفسرنا انه حل غير عادل ولكنه يتماشى مع الواقع) بل كان الموقف هو تأييد قرار التقسيم رقم 181 القاضي بتقسيم فلسطين التاريخية لدولتين هما فلسطين واسرائيل في تاريخ 29/11/1947. وبالرغم من شجاعة هذا القرار في تلك الظروف إذ كان الخيار بين ان تقوم دولة فلسطينية على نصف الارض او لا تقوم ابدا (وفسرنا انه قرار غير عادل ولكنه واقعي ) فقد اتُّهم الشيوعيون العرب بالخيانة من قبل الحركة القومية الفلسطينية واتهم الشيوعيون اليهود ايضا بالخيانة من قبل الحركة الصهيونية في ذلك الوقت. ولكن لم يكن هذا هو موقف رفاقنا قبل 29/11/1947 بل كان الموقف المبدئي بعدم تقسيم البلاد.
وبالرغم من انقسام الشيوعيين في فلسطين الى الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي ضم الرفاق اليهود والى عصبة التحرر التي ضمت الرفاق العرب عام 1943 لاسباب منها امنية ومنها الخلاف حول الحل النهائي للصراع بين الحركة الصهيونية والعرب الفلسطينيين سكان البلاد الأصليين، فقد رأى رفاقنا اليهود الممثلين في الحزب الشيوعي الفلسطيني ان الحل يكون عبر دولة ثنائية القومية. ورأى رفاقنا العرب الممثلون في عصبة التحرر ان الحل يكون عبر دولة علمانية ديمقراطية ولكن لم يختلف الاثنان البتة حول انه لا يجوز تقسيم البلاد، ولم يختلف الاثنان البتة ان الصراع الاساسي هو ليس بين اليهود والعرب بل الصراع هو ضد الاستعمار أي ضد بريطانيا وقواتها. ولكن بعد ان اتُّخذ القرار الدولي تبناه الطرفان وتحول الى شعار الحزب في تلك الفترة

  • مداخلة لا بد منها

إن لكل حقبة زمنية ظروفها ومستجداتها ومن يعش الفترة يكن ادرى بمعطياتها وعليها يبني قراراته واهدافه ومشاريعه. وقد تميز الشيوعيون منذ ان اعلن عن النظرية الماركسية ببعد النظر والواقعية والمبدئية عبر السنوات ولكن هل ينطبق هذا التحليل في هذه الحالة أي الموقف من حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي؟
بودي التأكيد هنا على عدة نقاط اساسية لاحظتها من خلال مراجعاتي لتاريخ حزبنا وتاريخ الصراع:

1- إن قرارات الحزب تغيرت بعد قرارات الامم المتحدة من دولة ثنائية القومية/دولة علمانية ديقراطية الى تأييد قرار التقسيم 181 ورفع شعار دولتين لشعبين مع حل مشكلة اللاجئين بعد قرار 242 أليس هذا لافتًا للانتباه؟
2- دائما تم تغليب الواقعية على المبدئية في الموضوع، فأين الجدلية الماركسية في ان تتبنى بعض المواقف الآنية بناء على الواقع بدون ان نحيد عن الهدف الاساسي وهو في هذه الحالة حق الشعب الفلسطيني في هذه البلاد.
3- ان المنطقة تقع على فوهة بركان من الحروب وهي الآن حبلى بخطر الحرب على ايران والتي قد تتوسع، وغالبا ما تنتهي الحروب باحتلال جديد فهل تصورنا للحل الدائم سيتغير بتغير الحدود و"الواقع الجديد".
4- لماذا تم اسقاط قرار المؤتمر السابع عشر 1969 والذي ذكر فيه: " ان الحزب لا يستبعد في المستقبل البعيد إمكان حدوث تطورات في اتجاهات مختلفة ومنها إقامة اتحاد فدرالي بين الدول في منطقتنا. ولكن مهما تكن التطورات، فإنّ ارتباط الدول مع بعضها البعض على هذا الشكل أو ذاك لا يمكن أن يتم إلا نتيجة رغبة الشعوب الحرة".

  • الوضع القائم والواقع

بناءً على المعطيات الحالية والظروف الموضوعية القائمة ارى انه من المستحيل ان تقوم دولة فلسطينية في الاراضي المحتلة عام 1967 وذلك للاسباب التالية، وسأذكرها باختصار:
1- عدد المستوطنين اليهود في الضفة يصل حوالي نصف مليون ومن الصعب بل من المستحيل ايجاد حل لهم لتعنّتهم وتعنّت حكومة اسرائيل وتأييدها لموقفهم.
2- الاقتصاد الفلسطيني مربوط باقتصاد اسرائيل ارتباطًا تبعيًا ومن المستحيل فصل الاقتصادين عن بعضهما.
3- الوضع الجغرافي للبلاد وتداخل الدولتين مع بعضهما خاصة وان الحديث يدور عن دولة فلسطينية مقسّمة بين الضفة وغزة.
4- موقف اسرائيل وتعنت حكوماتها من قضية اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب دولة اسرائيل ومعارضة الغالبية في اسرائيل لهذا القرار. والأنكى من ذلك وبحسب تقديرات حزبنا ان المجتمع الاسرائيلي يتجه اكثر فأكثر نحو اليمينية أي انه لا بارقة أمل في الافق القريب من تغيير في المجتمع الاسرائيلي ولا في مواقف حكوماته.
5- موقف أنظمة الدول العربية الضعيف والمساند بحياء لهذا القرار، والتي كانت جزءا من المؤامرة على الشعب الفلسطيني.
6- موقف الدول العظمى وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والتي تجاهر علنا بتأييدها لاسرائيل. دائما نبقى نعلق الآمال على الانتخابات الامريكية لعلها تأتي بجديد ولكن الوضع من سيئ الى اسوأ، ويبدو ان هذا الامر سيستمر طويلا ما دام للوبي الصهيوني التأثير المباشر على الرئاسة الامريكية.
7- الانقسام الفلسطيني والذي قد يراه البعض ذريعة اسرائيلية ولكنه قائم وعائق مهم خاصة وان الحديث هو عن انقسام سياسي وجغرافي في ذات الوقت.

  • عود على بدء


علينا التفكير حسب مفاهيم جديدة، يجب أن نرى فلسطين/أرض إسرائيل كوحدة جيو-سياسية واحدة. فبالرغم من الاحتلال وجدار الفصل العنصري، الواقع الذي نعيشه اليوم هو واقع ثنائي القومية، وهذا الواقع هو عامل ثابت لا يمكن تجاهله أو إنكاره.. ولم يتوقف الشيوعيون وحتى اللحظة الأخيرة( 29/11/1947) عن التحذير من خطر التقسيم.
لذلك اقترح :
1- أرى أنه من الضروري لحزبنا العودة الى التفكير من جديد بحل الدولة ثنائية القومية، وبالرغم من الظروف الموضوعية الصعبة التي تشوب هذا القرار الا انه باعتقادي هو الحل الاكثر عدالة حتى لو رأى البعض انه مستحيل ولكن علينا ان نؤكد من جديد انه هناك فرق كبير بين الحل المرحلي والحل الاستراتيجي العادل الذي يعطي لكل مجموعة حقها التاريخي وحقها في ممارسة تحقيق الذات القومية والحياتية. فالدولة ثنائية القومية هي "شكل من أشكال التعايش بين جماعتين قوميتين في دولة واحدة في إطار من الإعتراف والتضامن والتوافق المتبادل بضمان دستور يكفل المساواة والعدالة والهوية للطرفين بشكل متكافئ ".
2- إن حل "دولة ثنائية القومية" يجب ان يطرح كحل بعيد المدى يتم تطويره على ضوء وصول حل القضية الفلسطينية من خلال دولة في الضفة والقطاع ذات سيادة كاملة، الى طريق مسدود. وهو الأرجح وعلينا ان نكون جاهزين بحلنا الاصلي والاصيل.
3- إن هذا الحل هو اكثر الحلول ابداعا في حل المشكلة القومية لدى الاقلية الفلسطينية في اسرائيل والتي من السذاجة الظن انه يمكن بأي حال من الاحوال حلها في اسرائيل.

ختاما أنا أعلم ان هذا الموضوع بحاجة الى دراسة معمّقة أكثر من دراسة فردية لي او لغيري، ولكني كنت قد اقترحت في المؤتمر السابق تشكيل لجنه حزبية لتدارس الموضوع وتقديم توصياتها او عقد ندوة خاصة للتباحث به ولما لم ار ان هذا قد حدث فإنني أتوجه للمؤتمر الحالي ان يدرس الموضوع من كل جوانبه.

 

(عضو سكرتاريا فرع الحزب الشيوعي في كفر كنا)

14/03/2012

80
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل