• يسوع في التقليد اليهودي المبكّر - إصدار أكاديمي جديد باللغة العبرية للدكتور مكرم مشرقي
يسوع في التقليد اليهودي المبكّر - إصدار أكاديمي جديد باللغة العبرية للدكتور مكرم مشرقي

أصدرت دار الكتاب المقدّس بالقدس كتابّا جديدًا بالعبرية للدكتور مكرم مشرقي عنوانه "يسوع في التقليد اليهودي المبكّر". هو طرح مبتكر وشامل لشخصية المسيح يسوع في التراث اليهودي المبكّر. جُمِعت نصوص الكتاب من مخطوطات التلمود وكتابات يهودية أخرى وكُتب متنهُ بأسلوب أكاديمي مبسّط. 

يورد الفصل الأول ذِكر يسوع في الكتابات الكلاسيكية المُبكّرة (الكُتّاب الوثنيين واليهود). بعدها ينقسم الكتاب إلى جزئين أساسيين، يستعرض الأول حياة يسوع في جميع النصوص الربّانية القديمة (التوسفتا والتلمودان الاورشليمي والبابلي). يناقش الكتاب المراجع التلمودية الانتقائية التي يبدو أنها تعكس محطات مختلفة في حياة يسوع، لقبه الشهير ابن بانديرا، تعليمه وتصرّفاته، تلاميذه، شفاء المرضى باسمه، صلبه ومصيره المستقبلي.
أما الجزء الثاني فيعرض حياة يسوع في التراثٌ الشعبي اليهودي (المُسمّى "تولْدوت يِشو" أي "تاريخ يسوع") وهي أدبيات كانت معروفة فقط لنخبة من الباحثين المتخصّصين، وقد كُتبت بدءًا من القرن الخامس الميلادي. في عدة فصول يناقش المؤلف القصة المُختَلقة حول ولادة يسوع، نشأته، معجزاته، وكذلك المحاكمة أمام قيصر، هروب يسوع والقبض عليه، الصلب، الدفن، إخراج الجثمان وإعادة دفنه.
تجدر الإشارة الى أن أدبيّات "تاريخ يسوع" في نُسَخها المبكرّة والمتأخّرة، تُظهر التوجّهات الهادفة لضرب العقائد المسيحية الأساسية، كردٍّ يهودي هجومي على انتشار المسيحية الكبير آنذاك. يتم تقديم صورة وهوية يسوع بطريقة هجومية مشوّهة من خلال تقديم تاريخ بديل مُختلق (مُضاد)، والذي تأثر وتطرّف بلا شك بسبب التغيرات في الوضع الديني، الاجتماعي والسياسي لشعب إسرائيل في مختلف الفترات. 
يستعرض الكتاب سيرة المسيح كاملةً من وجهة النظر اليهودية، ويكشف عن معلومات اليهود عن يسوع في القرون الأولى ودوافعهم الدينية وأساليب مهاجمته. 
بعد كتابه الأكاديمي " يسوع في الفكر الإسلامي المبكّر" (ישוע במחשבה המוסלמית הקדומה)، المؤسّس على أطروحة الدكتوراة، يُكمل الكاتب بهذا الكتاب، الجانب الآخر في بحثه حول شخصية يسوع خارج الكتاب المقدّس، راجيًا أن يُفتح الباب قريبًا لترجمتهما للعربية لفائدة القارئ العربي المثقّف.
 أسئلة يلقي هذا الكتاب الضوء عليها:
1. لماذا رفض التلمود يسوع مع أنه اعتبره "ابنًا وتلميذًا"؟
2. هل أدبيات "تاريخ يسوع" موثوقة؟
3. هل كان يسوع التاريخي ساحرًا، صانع معجزات أم أكثر من ذلك؟
4. ما هي القيمة التاريخية اللاهوتية للأدب اليهودي القديم مقارنة بالعهد الجديد؟ 
5. لماذا، متى وكيف تحوّل اسم يسوع إلى يِشو؟
 
الدكتور مكرم مشرقي كاتب ومحاضر، وُلد ويسكن في الجليل، متخصّص في النصوص التلموديّة، المسيحية والإسلامية، وله كتب عديدة في هذه المجالات.

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع