• تنظيم الوقت - المحامي: مارتن كورش تمرس لولو
تنظيم الوقت - المحامي: مارتن كورش تمرس لولو

"وَإِنَّمَا أَظْهَرَ كَلِمَتَهُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،"

(تيطس 1: 3)

 

هل فكرت أيها الشاب أيتها الفتاة بتنظيم وقتكَ/ وقتكِ؟ لو نظم كل واحد منكما وقته، اعلما يقينًا لن يحتاج أيّ منكما للنطق بعذر من الأعذار أدناه:

§        لا أقدر!

§        ليس عندي وقت!

§        أنا تعبان.

§        صدقني مشغول في هذه الأيام.

لكننا مع الأسف نسمع الأعذار والحجج من العديد من الشباب الذين لم يأخذوا بتنظيم أوقاتهم. لذلك يتهربون من المسؤولية، ومن الحصول على منافع فكرية تفيدهم في حياتهم العملية. على سبيل المثال، لو سألت لا على التعيين أي شابٍّ:

§        لماذا لا وقت لديكَ؟

يجيبك ودون أن ينظر إليكَ، وبين يديه هاتفه الخلوي (موبايل) أو تراه جالسًا أمام جهاز الحاسوب (لابتوب) وقد دخل صفحة من صفحات مواقع التواصل الاِجتماعي:

§        قبل عدة أشهر تخرجت من الجامعة، لا أريد أن أقرأ من بعد اليوم! يكفي أنني حصلت على الشهادة الجامعية! درست لعدة سنوات، أريد أن أرتاح. ليس فيَّ استعداد حتى لقراءة صفحة في جريدة محلية!

تقف مندهشًا أمامه كأنه قد اعتبر المطالعة والبحث عن المعلومات لبناء نفسه ثقافيا، أمرًا لا يطاق! تعود وتسأله عن السبب، فيجيب:

§        كانت الدراسة فرضا علينا كطلاب! لذلك ما أن كنا نجتاز الاِختبار في أحد الدروس كنا ننسى ما درسناه! لأننا كنا نقرأ من أجل النجاح! لذلك ما عدت أحب قراءة أي موضوع!

علينا كأولياء أمور ألا نتأخر عن تقديم النصيحة ما دام الواحد منا قد عرف مكمن الداء. فعدم القراءة أصبحت ظاهرة متفشية بين الشباب، لذلك تقع علي كواهلنا عملية علاجها. أيها القارئ لو تسأل كاتب هذه المقالة: ‘لماذا تكتب وتطبع ولا تجد من يشتري ولو كتيبًا أو يقرأ صفحة واحدة؟ يجيبكَ: (هل تقدر الأُم أن لا تطبخ لأن أولادها في ذلك اليوم سيأكلون وجبة سريعة خارج البيت؟ هل يقدر المفدي أن لا يصلي لأنه في صحة وعافية؟ ثم يُضيفُ: ‘أن عدم المطالعة ليس سببًا لوقف الكتابة والتأليف. بل أنصح زملائي الكتَّاب بإيجاد جهات تمويل لطبع مؤلفاتهم لكيلا يبقى أي حائل يمنع القراء من المطالعة. علينا ككتاب ومؤلفين ألا نسعى من وراء مؤلفاتنا إلى تحقيق الربح المادي، علينا أن نعمل من أجل أن تصل مؤلفاتنا إلى القراء الشباب دون أية تكلفة مادية. فالشبكة العنكبوتية "إنترنت" خير دليل على سهولة وصول كتاباتنا إلى القراء دون أن تكلفهم فلسًا واحدًا. علينا ألا ننسى أن المادة هي سبب من أسباب تعثر المطالعة.)

هناك أمور أخرى نرى الشباب قد حرموا أنفسهم من جني أَثْمَارَهَا، لأن الكثيرون من بينهم لم يلجئوا إلى تنظيم أوقاتهم! ترى الواحد منهم ينهض في الصباح كي يذهب إلى المدرسة أو الكلية أو إلى عمله... بعد أن يعود يتناول طعام الغداء ثم يخرج مع أصدقائه ليجتمعوا أما في مقهى لتدخين الأركيلة أو يخرج بسيارته يتجول بها بين أزقة المدينة دون هدف! يعود ليلًا أما قد تناول عشاءه خارج البيت أو يتناوله في البيت باردًا! وهو يدخل فراشه تراه قد أدخل هاتفه الخلوي معه وهو يهمس عبر خطه إلى ساعة متأخرة من الليل! لو سأله أبوه عند صباح اليوم التالي:

§        يا ابني ماذا فعلت طيلة نهار البارحة؟ ما الموضوع الذي قرأته؟ ما الفائدة التي جنيتها؟

لن يجد في طرف لسانه جوابًا كي يقدمه لوالده! لكن على الأب أن لا يترك ابنه من غير متابعةٍ! عليه أن يقضي معه بعض الأوقات فيها يفتح معه باب النقاش في مواضيع تخص الشباب. بل عليه أن يعرف عن كثب أصدقاءه، كي يساعده في برمجة حياته كي ينجيه من مستنقع السلبيات:

§        يا ابني طول اليوم هو 24 ساعة. الـساعات الـ(8) الأولى منها تخصص للعمل أو للدراسة. والـ8 الثانية منها للنوم وللراحة. والـ8 الأخيرة منها تخصص لممارسة الأنشطة الجسدية كهواية الرياضة، الفكرية كمطالعة الكتب والروحية كالصلاة وقراءة الكتاب المقدس والذهاب إلى الكنيسة حيث منها ننال بركة من الله.

§        كيف يا بابا؟

§        تُعيدُ جدولة وقت الساعات الـ(8) الأخيرة ما بين هذه الأنشطة. لا تنس الجلوس مع أفراد العائلة، زيارة الأقرباء واللقاء بالأصدقاء.

§        يا بابا هل الصلاة ضرورية؟

§        أكيد يا بني، لأنها حلقة الاِتصال مع الله، لذلك يستحسن أن تتفرغ لدقائق في اليوم الواحد فيه تصلي وتطلب بركة من الله. لأننا من الله نتعلم الترتيب وتنظيم الوقت. تنظيم الوقت يعني الاشتراك في نشاطات متنوعة لها صلة بحياتك. الجسم يحتاج الى الرياضة كما يحتاج إلى الطعام والهواء. العقل يحتاج الى أن يُعبء بالأفكار الحسنة خير من أن يبقى فارغًا مملوءًا بالسذاجة. يعمل الله وفق نظام، فلو نقرأ عملية الخلق لنجد أنها أتت على يد الرَّبِّ في ترتيب منظم.

§        يا بابا. نفرض أن جدول الوقت للساعات الـ8 الأخيرة قد اكتظ وما عاد فيه شاغر، وجائتني دعوة من جمعية خيرية للمشاركة في أنشطتها لمدة 2 ساعة في الأسبوع. هل أعتذر؟

§        كلا! بل تحاول أن تعيد تنظيم جدول الساعات الأخيرة فيها ستجد أكثر من ساعتين في الأسبوع الواحد تقدر أن تستغلهما للمشاركة في عمل الجمعية الخيرية.

صدقني يا كل ولي أمر، سيأتي ابنكَ في يوم من أيام المستقبل "أَدِّبِ ابْنَكَ فَيُرِيحَكَ وَيُعْطِيَ نَفْسَكَ لَذَّاتٍ."(سفر الأمثال29: 17) ليقدم لكَ كلمات شكر لم يقدمها حتى لمدير عمله. 

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع