• فلتُحسِن اختياراتك! بقلم: منال عبدالله - خوري
فلتُحسِن اختياراتك!  بقلم: منال عبدالله - خوري

لا يعقل ان تختار أسلوب حياة معين، أن تختار مسيرتك الذاتية على كل الأصعدة، وتختار نجاحاتك وهفواتك... وبالأخير عندما تنقلب عليك الأمور تثور وتغضب على الناس وعلى الدنيا وعلى الله!!!

دعني أطرح عليك هذا السؤال:

هل تعلم لماذا وضع الله شجرة معرفة الخير والشر في جنة عدن؟

هو لم يضعها ليزيد من حيرة آدم، ولا ليعلمه درسًا قاسيًا لن ينساه هو وأجياله من بعده... كلا... فالله أعظم وأحن وألطف بكثير من هكذا توجّه وهكذا أسلوب!

لقد وضع الله هذه الشجرة بقصد وبعناية وبمحبة كبيرة جدا، وبخطة مليئة بالحنية واللطف... وضعها حتى يعطينا إمكانية الاختيار وحرية العيش.

حتى لا نعيش في ذي الحياة كالرجل الآلي، يستقبل الأوامر وينفذها دون تفكير. وضعها حتى يجعلنا أحرار... غير مقيدين.. وكانت رسالته واضحة: بحسب اختيارك ستجني النتيجة.

بطبيعة الحال في حياتنا اليومية، جميعنا قد جربنا وعرفنا انه لكل فعل يوجد رد فعل! ولكل قرار وخطوة، هنالك نتيجة ودفع ثمن.

لذلك، عندما تختار سيرورتك الدنيوية، بشروطك وقوانينك ومزاجك، لك ان تعرف وتعي بأن لهذه الخيارات دوما ناتج. ان كان ناتج جيد او ناتج سيء.. في كلتا الحالتين، هو اختيارك، زرعك وحصادك أنت!

الله لا يجرب الناس بالشر، الله يحامي عنا.. أحبنا حتى الموت... موت الصليب!

مكتوب: "أجرة الخطية موت". أي الناتج عن الخطية، موت. ليس المقصود موت الجسد انما الروح. اي الهلاك.

فبعد أن أخطأ آدم، كان يتوجب على ادم ان يموت لأن الله عدل ولا يقدر أن يُنكر نفسه... ولكن... هو أيضًا إله طيب وحنان ورحيم، لم يقبل ان يُنزل العقاب على ادم حبيبه، فاختار الله ان يأخذ هو هذا العقاب عنه... عنا جميعًا!!! بموته هو على الصليب، وبانتصار قيامته..

حررنا من جديد...!

يقول في مزمور 91:

الساكن في ستر العلي ، في ظل القدير يبيت

أقول للرب: ملجإي وحصني. إلهي فأتكل عليه

لأنه ينجيك من فخ الصياد ومن الوبإ الخطر

بخوافيه يظللك، وتحت أجنحته تحتمي. ترس ومجن حقه..."

لا يوجد منفذ لنا من هذه الحياة سوى الموت... موت الجسد... أما الموت الروحي والهلاك فهو من اختيارنا نحن... أو نعيش له ومعه برغم الضيق والصعوبات، او نعيش ضده...

لنا حرية الاختيار... لأنه يحبنا... ينصحنا، يرشدنا، عينه علينا... لكنه لا يجبرنا على شيء.

 لذلك، من المهم ان نكون مسؤولين وناضجين كفاية لنستوعب أن كل اختيار بطبيعة الحال له ناتج. فلنتقبل الناتج دون لوم الآخر وعتابه... انت اخترت.. انت تتحمل نتيجة اختياراتك.

 هذا هو النضج الحقيقي.

الله لا يجبرك على أن تحبه، ولا على أن تتبعه.. هو يحبك جدا ويهتم لأمرك لأنك خليقته...لكنه لا يجبرك بل يترك لك مساحة الاختيار...

لكنه يعدك، في حال اخترت حمايته، سيظللك ويحامي عنك.

موت الجسد ليس إلا موت وقتي وسخيف... المرض والضيق والتعب... كلها وقتية وبالية...

اما الروح اذا هلكت، فهنا المصيبة.

فلتحسن اختياراتك!

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع