• حالة فوضى ام مشكلة مزمنة اهملت؟ بقلم: اياد ناصر
حالة فوضى ام مشكلة مزمنة اهملت؟  بقلم: اياد ناصر

اؤمن ان اغلب المواطنين في بلادنا وفي الضفة الغربية وغزة يرغبون بحياة كريمة شريفة ومحترمة. هم يسعون لحياة يحققون فيها ذواتهم. ان تحقيق الذات يتم حين تضمن الحريات الإنسانية الأساسية- الفردية اولا مثل حرية التعبير عن الذات والعبادة والملكية والحركة والتعليم والخصوصية وغيرها. وأيضا ضمان الحقوق المجتمعية/القومية العامة مثل تقرير المصير السياسي لشعب ما.

اذا فُقِدت أي من صنفي الحريات والحقوق، فكرامة الانسان تُمس فردياً وكمجموعة اثنية او قومية. وعندها يصبح المواطن المكبوت منقوص الحقوق عُرضة للانفجار.

ولقد عبّر كثيرون خلال السنين مرارا وتكرارا عن ضرورة الالتفات لمعاناة الفلسطينيين الشديدة في الضفة الغربية وغزة. اكثر من أربعة ملايين فلسطينيين يقبعون تحت الاحتلال المتمثل بخرق للحريات والحقوق الأساسية عن طريق الاغلاق والتقييد والاهانات- وكل ذلك دون طائل. لقد تركوا الفلسطينيين دون كرامة وحين يفقد الانسان كرامته بانعدام حقوقه الأساسية، فلن يكون له ما يخسره.

وعبّر كثيرون ايضاً عن ضرر التهميش والتمييز تجاه المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. نادوا بالمساواة والاحترام وضرورة سد الثغرات ووقف التمييز والعنصرية، ونادوا بحل للعنف المستشري في البلدان العربية... لكن كل هذه النداءات بقيت كصوت صارخ في البرية.

نشوة القوي المنتصر وضعت غشاوة على العينين لئلا تنظر وتلتفت. ظنوا ان القضية الفلسطينية ستتلاشى وجدوا حليفاً متهوراً في واشنطون وظنوا ان اتفاقيات "السلام" مع دول عربية منتفعة ستنسي الفلسطينيين والعالم قضيتهم. غاب العدل ولم يرتَقِ السياسيون فوق روتين الحياة والمتطلبات والرفاهية التي سعوا اليها بشكل اناني لهم شخصياً او لجمهورهم فلم يلتفتوا للفلسطينيين- لا داخل الخط الأخضر ولا خارجه.

بقيت قضية معاناة الفلسطينيين في أسفل الأولويات... في الدرك حيث لم "تسنح" الفرصة ان يصلوا اليها للتعامل معها. دائماً كانت هناك مواضيع اهم.

وهكذا وبفتيل اساءات الشيخ جراح وباب العامود والاقصى اشتعل القتال الضروس بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في جولة جديدة عنيفة. وانقلب السحر على الساحر في داخل إسرائيل. فالعنف الذي عانى منه الفلسطينيين في المدن والقرى المختلفة في البلاد نظراً لحرية عصابات الاجرام دون رادع بوليسي، خرجت عن نطاق المجمعات العربية. ودبّت الفوضى في مظاهرات عارمة حول البلاد لتحرق الأخضر واليابس من بقية الحياة المشتركة. دبّ الانفلات الأمني وصرنا على شفا حرب أهلية.

ماذا نفعل في مثل هذه الأحوال؟

كمؤمنين يتوجب رفع صلوات مستمرة لأجل وقف روح الكراهية والقتل وهما من روح ابليس. يصفق ابليس فرحاً بقتل المزيد من الفلسطينيين واليهود. ان كل شخص يموت بعيداً عن معرفة الله- مصيره الجحيم وبهذا يفرح ابليس. هل نتسامى فنقطع دابر القتل لمجرد مسح الابتسامة الصفراء وقهقهة ابليس فرحاً بقتل البشر؟

لنطلب سلام المدينة ولنصلي لاجلها لأن بسلامها يكون لنا سلام (ارميا 29: 7)، لنصلي لأجل القادة ومن هم في منصب، لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار (1 تيم 2: 1-2 )، لنصلي "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض" (متى 6: 10) فنكون صانعي سلام كما طالبنا ان نكون (متى 5: 9).

ولأجل قطع دابر هذا الانفلات والوصول الى هدنة على الصعيدين الداخلي والخارجي- يتوجب مطالبة العالم كله والحكومة الإسرائيلية بشكل خاص ان يقوموا بالتالي:

  1. يتوجب المناداة بوقف فوري للعنف من أي نوع. لا يمكن التسامح مع العنف ضد الآخر ولكن يتوجب ان يرافقها طلب واضح من الشرطة ان تقوم بواجبها في حماية المواطنين دون تمييز او عنصرية (وهذا لن يتم دون تغيير الوزير الحالي اوحانا).

 

  1. يتوجب إعادة طرح القضية الفلسطينية على طاولة البحث مرة أخرى ودون تأخير. ومثله – السعي حالاً لأجل مساواة العرب الفلسطينيين في إسرائيل.

الرب يهتم بالعدل ويطالب به ودون حل يشتمل احقاق العدل وليس كنسه تحت سجاد روتين الحياة والاهتمامات الأخرى- سيعود البركان وينفجر...وهذه المرة بسائل لافا يحرقنا جميعا.

 

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع