مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

هواجس فلسطيني متفائم -سمير خطيب

4.50 - (2 تقييمات)
نشرت
246
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

هواجس فلسطيني متفائم -سمير خطيب

هواجس فلسطيني  متفائم!

 

 

 

دائما حيرتني كلمة متشائل وكنت أول ما قرأتها وسألت عن معناها صغيرا حيرتني وأعجبتني في ذات الوقت فلماذا لم يختر الكاتب المبدع إميل حبيبي كلمة متفائم وليس متشائل تعبيرا عن المزيج من التشاؤم والتفاؤل وهما المتناقضان اللذان لا يلتقيان إلا في الحالة الفلسطينية ولاحظوا ان الشق الأخير من دمج المتناقضين هو الشق الأخير من كلمة متفائل فيما اغلب الكلمة أخذه إميل حبيبي من كلمة متشائم ووصلت لقناعة ربما اكون مخطئا بها ان الكاتب والقائد والاديب اميل حبيبي كان متشائما مع بعض التفائل اما انا فليس من طبعي التشاؤم كما اني لست من الاشخاص السوداويين الذين ينشرون التيئيس والعدميه بين الناس ويسهمون بطريقه مباشره وغير مباشره في زيادة التهويل ورفع مستويات الاحباط فانا متفائل في طبيعتتي متشائم احيانا تحليلا واخذا بالمعطيات الواقعيه ولهذا لم اكن استعمل كلمة متشائل ابدا ولما كنت لا اجرؤ على طرح كلمة متفائم كتعبير عن التفائل الذي يشوبه التشاؤم كتعبير عن الحاله الفلسطينية الغريبة الاطوار والنهج والمسلك حفظتها لنفسي اسير حسبها وكنت وما زلت ابحث عن نصف الكاس المليئه وليس الفارغه تعبيرا عن واقع الحال الذي لا يياس حتى لو كان الوضع كله ينبا عن سوء حال .

ان الهواجس والافكار عن الوضع الفلسطينبي وما يرافقه من مفاواضات وحوار والمفاوضات هي مع اسرائيل والحوار بين السلطه وحماس ولا ادري ايهما اصعب للشعب الفلسطيني فكأن قانون ميرفي (قانون العكس) حتى هو لم يترك الفلسطنيين بحالهم فلا يكفي المآسي والويلات والقتل التي يمر بها ابناء شعبنا من قبل اسرائيل بل عندما ازدادت العزلة الاسرائيليه وبدأ العالم يقر بحق الشعب الفلسطيني باقامة دولته ينقسم الفلسطينيون على بعضهم انقساما يضعف موقفهم ويخرج اسرائيل من عزلتها. وفي خضم هذا وذاك وكمتفائل طبعا حاولت ان اجد مصدرا لتفائلي فلم اجد فالصراع بين قلبي وعقلي دائما موجود فهما دائما ناقر ونقير وعلى خلاف كزوجين عجوزين لا يطيقان بعضهما بعضا وتزوجا صغارا اجبارا .فقلبي ابيض وعلى نياته يصدق كل ما يقال من جميلات الفضائيات العربيه ويامل بتحقق كل ما يقرأ من مطبوعات عن بشائر المصالحه بين ميسرة احمد العزام وميمنة الزهار وبين حب السلام الفلسطيني وحب الحرب الاسرائيلي والقلب الحزين يتمنى ان يرى قبلات حقيقيه واخضان ساخنه بين المتحاورين/ المفاوضين كما يحدث في الافلام .

في ذات اللحظه يسخر عقلي من قلبي دائما ويقهقه على هبله ويرى ان امور الفهلوه الخطابيه والافلام الهنديه السياسيه ما عادت تنطلي عليه وما القبلات والاحضان امام الكاميرات الا تمثيل في تمثيل...

حسنا والامر كذلك اذا لماذا السعي للمفاوضات/الحوار بين مشعل وعباس نتنياهو وعريقات ولا يوجد أي تغيير بالمواقف ولا الاهداف من هنا انتقلت الى التفائم وبدأ الشك يراوني فالتفائل مصدره الايمان الراسخ بان قضيه عادله مثل هذه لا بد ان تجد لنفسها مخرجا نحو الخلاص اما التشاؤم فمرده هذا التخبط الفلسطيني والتعنت الاسرائيلي المتزايد ورأيت بعد تحليلي المعمق للوضع ان التشاؤم اكبر بكثير من التفائل ولهذا ترحمت على مبدع الكلمه واكتشفت انه كان على حق عندما كان متشائلا وليس متفائما.......بنظرته للوضع الفلسطيني.

والان الحوار الفلسطيني متعثر وكلما ازداد الوقت كلما ازدادت الفرقه مع ان الطرفين يعزفون في نفس الفرقه ولكن لكل منهم لحنه الخاص فتصور أي موسيقى نشاز نسمعها والمفاوضات مع اسرائيل مكانك عد لا جديد فيها الا عدد جولات التفاوض والمجتمع الاسرائيلي لا يتجه نحو اليمينيه بل يميني متطرف فلا شريك للسلام في اسرائيل وعلينا انتظار تغيير السياسيين في اسرائيل لا حظوا مرة اخرى علينا الانتظار ويل لهذا الشعب الجريح كم بامكانه ان ينتظر!!!!!!!! الزمن في كل الاحوال والمقاييس ليس لصالح الشعب الفلسطينني فالزمن معناه زيادة الاستيطان والزمن معناه الاسراع نحو الفاشيه في اسرائيل والزمن معناه زيادة التشرذم الفلسطيني وزيادة الفرقه والزمن معناه انهاء الحلم . من هنا انتقلت الى التشاؤم وتشاؤمي هذه المرة عميق جدا لانني لا ارى في الافق حلولا عادله ومشاريع الحلول المطروحه مبنية على الواقع وليس الشرعية  ولهذا لا ارى حلولا الا :

1- دولتين فلسطينتين واقترح الاسماء ربما اكون اول من يقترح ويسجل الاختراع باسمي "حماس الاماره" في غزه و"فتح الوزارة" في الضفه كنا نتمنى دوله صار لنا اثنتين ولكن الاولى محاصره والثانيه مقطعه.... لا يهم .......المهم ان نكون في الاداره.

2- محليا لم تثرني تصريحات ليبرمان ولكن ما اقلقني عدم الرد عليها من اقطاب السلطة الاسرائيليه ولا من ابناء الشعب اليهودي (الا ما ندر) وبما ان نهج ليبرمان وحزبه في ازدياد لا استغرب ان يلخص حزبنا الشيوعي في مؤتمره القادم اننا وصلنا مرحلة الفاشية في اسرائيل وهذا معناه واعدوا لهم ما استطعتم من صمود وتصدي أي مرحلة عصيبه قادمة . -عود على بدء- وكأن مرحلة البقاء التي كنا قد اكدنا اننا عبرناها قد عادت من جديد وويل لنا اذا لم نكن مستعدين لها.

 رأيت من الضروري ان اشارككم هواجسي لعل احدا يقنعني انني مخطئ ولكن بعيدا عن الشعارات فقد حفظتها عن ظهر قلب ورددتها الاف المرات ان الاوان للاعتراف ان لا حل قريب للقضية الفلسطينيه وصراعنا على البقاء في وطننا دائم ديمومة الحياة............ امل ان اكون مخطئا.

 

بقلم : د. سميرخطيب

كفركنا 2010

 
 
246
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل