• إلى أين يا يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ تهرب من وجه الله؟ / مارتن كورش تمرس لولو
إلى أين يا يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ  تهرب من وجه الله؟ / مارتن كورش تمرس لولو

بمناسبة ذكرى الـ" باعوث" صوم أهل نينوى أشوريو ومسيحيو بلاد ما بين النهرين، التي حلت علينا هذه الأيام، فترة صومها هو ثلاثة أيام.

الصلاة: لا تخجل أيها الصائم/ أيتها الصائمة من الصوم أنه صلاة الجسد، مثلما يتكلم لسانك بالصلاة، ها هو جسدك يتكلم بالصوم. هل ننسى أن الرب صام. اذا سألكم أحدهم: هل أنت صائم. قل له: نعم لكن لو قبل الله صيامي. آمين

معنى إسم يونان: حمامة

أصل يونان (يونان هو ابن الأرملة الذي أقامه إيليا النبي في صرفة صيدا (١ مل 17: ١٠ – 24) [1]

  • بدتْ خطة الله ليونان وفق ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: إحتوت على الطلب: (قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي.)"سفر يونان1: 2". الكثير منا يعتقد أن الله يأمر!  هذا الإعتقاد غير صحيح أبدًا، بل الله يُخَيِّرُ في طلبه ولا يُسَيِّرُ الدليل أن يونان رفض العمل بطلب الله، فنتج ما يلي:

  1. عدم إمتثال يونان لكلام الرب: بدلاً من أن يذهب يونان إلى نينوى، قام ونزل إلى ميناء يافا وجدَ سفينة تبحر إلى ترشيش (إسبانيا) دفع أجرتها، صعد إليها هاربًا من وجه الرب!! هرب يونان من الشرق إلى الغرب. [2]

قد يثأر سؤال هنا وهو، لماذا رفض يونان الذهاب إلى نينوى؟

  • : بما أن اليهود كانوا يحبون أقراباءهم ويبغضون أعداءهم، أن الأشوريين هم ألدِّ أعدائهم، الذين إستخدمهم الله عصًا لتأديب لشعبه"سفر إشعياء10: 5" إذن لا غرابة أن يرفض النبي يونان فكرة إنقاذ أهل نينوى. كان يتمنى أن لا يطلب الله منه مهمة نقل رسالته إلى قومٍ يكرههم بل يتمنى لهم الهلاك. نفهم من هذا إن رفض يونان الذهاب إلى نينوى لم يكن بسبب بعد المسافة ولا لخوفه من الغرباء أو قطاعي الطرق ولا لإنشغاله بأمور في أورشليم، بل لا يرغب لأعدائه أن يخلصوا بل يُبادوا.
  1. الريح الشديدة: "يونان1: 4":

تصور يونان أنه يقدر أن يختبئ من وجه الله؛ نسي أن آدم وحواء جربا الإختباء عن وجه الله في جنة عدن، قبله وفشلا (سفر التكوين3:8). هل تمكن قايين من إخفاء جريمته من وجه الله؟ "سفر التكوين4: 8؛ فنزل في جوف السفينة وسلم نفسه لنوم عميقٍ (وَأَمَّا يُونَانُ فَكَانَ قَدْ نَزَلَ إِلَى جَوْفِ السَّفِينَةِ وَاضْطَجَعَ وَنَامَ نَوْمًا ثَقِيلًا.)"يونان1: 5". سارت السفينة بركابها، فهيأ الله ريحًا شديدة أرسلها إلى البحر حتى كادت أن تنكسر السفينة. حدث خوفٌ ورعبٌ بين ركاب السفينة وعلى رأسهم رئيس النوتية. هذا الخوف في السفينة دلَّ على أنها تحدث لأول مرة مثل هذه الرياح (سفر المزامير77: 16).

أخذ كل راكب على متن السفينة يصرخ إلى إلهه. يبدو أن صراخهم لم يسمع لأن آلهتهم كانت نائمة (1ملوك18: 27)، لجئوا إلى طرح أمتعتهم، لكن هذا الإجراء الإسعافي لم يفدهم بشيء. لذلك أسرع رئيس النوتية إلى يونان بعد أن لم يجده مع الآخرين وقال له: (مَا لَكَ نَائِمًا؟ قُمِ اصْرُخْ إِلَى إِلهِكَ عَسَى أَنْ يَفْتَكِرَ الإِلهُ فِينَا فَلاَ نَهْلِكَ.)"يونان1: 6" و(متى8: 23- 27) فتح يونان جفنيه ونظر إلى رئيس النوتية ليقرأ في وجهه علاماتِ الخوفِ والرعبِ بينما هو خجلانٌ من ربه الذي هرب من وجهه، كأنه يُجيبُ بلسان حاله رئيس النوتية  قائلًا:

  • كيف تُريدني أن أقفَ بين يدي ربي أو أسجدَ أمامه وأصلي، فوق هذا أطلب منه؟ إنكَ لا تعلم بأني هارب من مهمة كلفني بها. يبدو أن رئيس النوتية ألحَّ على يونان كي يعرف السبب، ما جعل يونان أن يُفصحَ له عن أنه السبب فيما يحدث من خطورة للسفينة بسبب الرياح القوية. حينئذٍ قرر الرجال وإتفقوا على إلقاء القرعة (هَلُمَّ نُلْقِي قُرَعًا لِنَعْرِفَ بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْبَلِيَّةُ. فَأَلْقَوا قُرَعًا، فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى يُونَانَ.)"يونان1: 7". وقعت القرعة على يونان. أكيد علم يونان أنه لن يقوى على الهروب من وجه الله ويتقاعس عمدًا عن تنفيذ المهمة التي كُلف بها!

إلى أين يهرب الواحد منا من وجه الله؟ إين نُخبئوا أنفسنا والله قد كلفنا؟ مادامت القرعة قد وقعت على يونان إذن أصبح أمام مساءلة من رجال السفينة، عن السبب الذي يجعله يُرمى إلى باطن البحر ولا يعود أدراجه ويلبي طلب الله. إلى هذه الدرجة كان يونان غير مقتنعٍ بما كلفه الله؟ طبعًا لو كان الله قد طلب منه أن يقوم بنفس المهمة لسبط من الإثني عشر، لفعل. لكن بنظر يونان من الصعب أن يذهب إلى أمة هي عدوة لليهود. لكن ما هو مستحيل التنفيذ عند الناس ليس هو كذلك عند الله (لوقا18: 27).

مساءلة يونان: بعد أن عرف الرجال بمصيبة يونان، إنهالوا عليه بوابلٍ من الأسئلة، سألوه عن هويته، عن عمله، عن شعبه، عن أرضه وعن المصيبة التي فعلها؟ "يونان 1: 8" كان جوابه: (فَقَالَ لَهُمْ: أَنَا عِبْرَانِيٌّ، وَأَنَا خَائِفٌ مِنَ الرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ الَّذِي صَنَعَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ.)"يونان1: 9". علم الرجال بقصة مخالفة يونان لإلهه، فخافوا خوفًا كبيرًا ثم سألوه مندهشين: (لِمَاذَا فَعَلْتَ هذَا؟)"يونان1: 10" بينما البحر يزداد إضطرابًا. ثم إتفقوا وخَيَّروه بنوع العقوبة التي ستتخذ ضده: (مَاذَا نَصْنَعُ بِكَ لِيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنَّا؟)"يونان1: 11".

أعطاهم يونان الحلَّ قائلًا: (خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُمْ،)"يونان1: 12".

لم يوافقوه الحلَّ الذي إقترحه عليهم لخشيتهم من قتلِ نفسٍ! هذا إن دلَّ على شيءٍ إنما يدل على إنهم لم يكونوا أشرارًا ولا مُحبي أنفسهم. إذن لم يقبل الرجال بتغريق يونان في البحر من أجل نجاتهم. فرفضوا مقترحَه وقاموا بـمحاولة إرجاع السفينة إلى شواطئ ميناء يافا، التي أبحروا منها.

ممكن تشبيه السفينة هنا بالكنيسة، والرجال بأعضائها ويونان بالكاهن الذي أخطأ أمام ربه كما أخطأ شعب إسرائيل يوم رفضوا عهد الله في أن يكونوا شعب كهنة بين الأقوام التي لم تعرف الله. بدأوا بجذف السفينة محاولين الرجوع بها من حيث أبحروا، لكن البحر كان أقوى منهم، كأنه بألسنة أمواجه المتلاطمة بقوة، يُعلنُ لهم:

  • اذا يونان لم ينجح في الهروب من وجه الله فأنتم بالحري لن تقووا على مساعدته في عدم تنفيذ خطة الله؟ إعلموا أنكم مهيؤون لأمر آخر هو التبشير في بلدكم.

فشلوا في إرجاع السفينة إلى شاطئ يافا. صرخوا إلى الرب الذي عرفوه للتو عن طريق يونان والبحر شاهدٌ: (آهِ يَا رَبُّ، لاَ نَهْلِكْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِ هذَا الرَّجُلِ، وَلاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا دَمًا بَرِيئًا، لأَنَّكَ يَا رَبُّ فَعَلْتَ كَمَا شِئْتَ.)"يونان1: 14". عادوا ووافقوا يونان رأيه وهم خائفين من الله، فحملوه وطرحوه في البحر. إندهشوا وهم يشاهدون بأم عيونهم سكون البحر وهو يبتلع جسد يونان. إنها أول خطوات الإيمان بالخالق الذي عرفوه على السفينة من خلال قصة يونان "يونان1: 15". نعم نعرف الرب حينما نكون أعضاءًا فعاليين في الكنيسة. على الفور ذبحوا ذبيحة ونذروا نذورًا "يونان1: 16".

المرحلة الثانية: مرحلة الحبكة: لم يقف الله مكتوف الأيادي:

  1. أعدَّ الله حوتًا: (وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.)"يونان1: 17" و "متى12: 40".
  2. صلى يونان من بطن الحوت "يونان2: 1". صلي يا أخي/ أختي من عمق التجربة من وسط أتون نيران المصيبة. صلي أيها الأب والأم لا تقفا مكتوفي الأيادي وواحد منكما يرى رفض فلذة كبده لطلب لكما عنده، تحملوه لأنه الله يصبر علينا كثيرًا، لا تستعملا العنف معه بحجة أن الطلب هو من أجل مصلحته.
  3. إستجاب الرب: سمع الله لصلاة يونان (وَأَمَرَ الرَّبُّ الْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى الْبَرِّ.)"يونان2: 10"

المرحلة الثالثة: إعادة الطلب: تصور يونان بفعلته هذه أن الله سيخلي سبيله منها، لأنه بنظره قد إستطاع أن يُظهر لله أن غير مؤهل مثل هكذا مهمة، لكن الله لا يفكر كما نفعل ولا يخطط معتمدًا على قوتنا، ولا يسمح أن نسير في طرقات أعدَّها لنا لهدف يريد منا أن نُحققه، من غير أن يرافقنا بملاكه الحارس. لذلك عاد الله وطلب ثانية من يونان أن يذهب إلى مدينة نينوى. "يونان3: 1" وافق يونان ونفذ خطة الله كما يلي:

  1. موافقة يونان: قام يونان وذهب إلى نينوى. "يونان3: 3"
  2. نادى يونان: قال لأهل نينوى خلال 40 يومًا تنقلب نينوى "يونان3: 4".

نتائج موافقته:

  1. ردة فعل أهل نينوى: فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصومٍ ولبسوا المسوح من صغيرهم إلى كبيرهم. "يونان3: 5" يا أخي في الرب ما هي ردة فعلك وتسمع صوت الله يناديك: تب يا رجل؟
  2. ردة فعل الملك: أما الملك فترك كرسيه ورداءه وتغطى بمسوح ورماد. "يونان3: 6" أصدر أوامره: أمر بالصوم للبشر، للحيوان بل حتى للنبات. ترأف الله بحالتهم وغفر خطاياهم، لأنهم رجعوا عن طرقهم الرديئة وتابوا. "يونان3: 10".

خاتمة القصة:

يونان يراقب الموقف: خرج يونان من المدينة وجلس في شرقها تحت مظلة صنعها بنفسه. "يونان4: 5" ملاحظة تأريخية: (أعتبر نفسي شاهد عيانٍ للجبل الذي جلس فيه يونان، شاهدته بأم عيوني كلما كنت أزور مدينة نينوى، لقد تم قلبه إلى جامع يسمى بجامع النبي يونس.) صنع الله له يقطينة تظل بظلها عليه من حر الشمس "يونان4: 6" فرح يونان بها. في الفجر قبل شروق الشمس بينما يونان نائم، أعدَّ الله دودة فنخرت اليقطينة فيبست"يونان4: 7". ثم عند الظهيرة أعدَّ الله ريحًا شرقية حارة ضربت رأس يونان فطلب لنفسه الموت "يونان4: 8"

سمع الله صوت يونان وهو يطلب الموت الذي كان يتمناه لأهل نينوى ها هو يطلبه ولا يناله. نسي يونان أن أيوب طلبه قبله.. نسي يونان أن الحياة والموت بيد الخالق. دخل الله مع يونان في حوار كما دخل مع أيوب وغيرهما من الأنبياء: (فَقَالَ اللهُ لِيُونَانَ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟)"يونان4: 9" أجاب يونان: (اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ.)"يونان4: 9" أخذ الله يشرح له وهو يثبت له أن بني نينوى هم أهم عنده من اليقطينة التي هي إبنة ليلة واحدةٍ "يونان4: 10". هم تعدادهم " اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ.. يونان 4: 11".

سؤال: هل قصة يونان حقيقية أم رمزية؟

الجواب: وفق مثال حقيقي:(أم مسيحية من مدينة ألقوش في العراق، هرب وحيدها من حرب الثمانينيات، ركب البحر في قارب مع مجموعة من الشباب من شواطئ جمهورية تركيا ليصلوا إلى شواطئ دولة اليونان، غرق القارب بمن فيه، إلا هذا الوحيد لأمه التي ما فارقت الصلاة لحظة منذ فراقه عنها، وجد نفسه مغميًا عليه وهو على شواطئ دولة اليونان، سألوه الذين أسعفوه؟ أجاب: ما أن غرقت شعرت أن رجلا عجوز ذات لحية بيضاء لابسًا ثَوْبًا أبيضًا! حملني بين ذراعيه وطار بي فوق الأمواج. ها أنا أمامكم حيٌّ يُرزق).

مدينة نينوى: هي عاصمة مملكة أشور. تقع على نهر دجلة. كان أهلها أغنياء يعبدون الإلهة عشتاروت. عُرف ملوكها بالعنف الشديد. كانت تسليتهم جذع أنوف الأسرى وقطع أيديهم وأذانهم وعرضهم للسخرية والهزء أمام الشعب." [3]

المسوح: قماش غليظ خشن منسوج من شعر الماعز أو وبر الجمال. [4]

الربوة تساوي سبط في تعداد النفوس، أي ما يساوي مِئَةً وَعِشْرِينَ ألف نسمةٍ. [5]

معلومات علمية:

الحوت: " يكون هذا النوع من الحوت ضخمًا وبلا أسنان. يسير في الماء فاتحًا فمه على مدى إتساعه. ثم يقفل فكيه ويضغط بلسانه على الماء خلال تجويف في فيه به ما يشبه الشبكة فيخرج الماء تاركًا الغذاء وراءه. يبلغ طوله (50-95قدم) أبعاد تجويف أنفه تصل إلى (14×7×7 قدم) إذا ابتلع شيئًا ووجده كبيرًا فإنه يقذفه، إذا شعر أن شيئًا كبيرًا في رأسه فإنه يسبح إلى أقرب شاطئ ويقذفه هناك لقد أخرجوا صيادًا من هذا تجويف حوت بعد 48 ساعة من ابتلاعه له. وكان حيًا، لكنه في حالة إغماء من تأثير الصدمة، كان ذلك بعد أن اِصطادوا الحوت بقنبلة، سمي هذا الشخص بت(يونان القرن العشرين). كان ذلك في القنال الإنجليزي [6]

المعروف عن الحيتان أنها صديقة البشر تقود السفن التائهة في البحار والمحيطات إلى شاطئ الأمان.

الرقم أربعون: وردَ الرقم 40 كما يلي: "نزل الطوفان40 يوما "سفر التكوين7: 17". "وَأكَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْمَنَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً.. سفر الخروج16: 35" إبليس جرب الرب 40 يومًا.. مرقس1: 13". أورشليم خربت بعد المسيح بـ40 سنة. موسى في جبل سيناء 40 يومًا. سفر الخروج24: 18". يعطي الرب 40 يومًا فرصة لأهل نينوى لكي يتوبوا." [7]

اليقطينة: يَقْطِينٌ، يقطينة: نبات  مَا لاَ سَاقَ لَهُ مِنَ النَّبَاتِ كَالْبَطِّيخِ ؛ وَغُلِبَ عَلَى الْقَرْعِ الْمُسْتَدِيرِ. [8]

بقلم/ مارتن كورش تمرس لولو

الطالب في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

 

http://www.calam1.org/a 

https://st-takla.org/

5 أستاذ يوسف الخوري، المدرس في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع