الحب والخب
♦️ ما بين الحُب والخُب
الجزمة والمطر ...والذكريات " السعيدة "
قرأت بالأمس نصا أدبيا باللغة الروسية عن الحب تحت المطر الغزير ، وقد أعادني النص إلى مشاهد السير تحت المطر الغزير ، عندما تسير تحت المطر ليس من السيارة للبيت أو للعمل تحت المظلة ، بل عندما كنا صغارا نسير مسافة ٢-٣ كم سيرا تحت المطر على شوارع نصفها غير معبد .
كانت المظلة في زمننا من الترف وقد تكون الحد الفاصل بين الطبقات ولكن للانصاف وللتاريخ كلنا كنا لا نملك المظلات ونلبس جزمات البلاستيك التي تغطي حوالي ٢٠ سم من الساق .
ما زال صوت أقدامي عندما تمتلأ الجزمة بالماء خُب.. خُب ...يقرع في رأسي فهو يشبه وقع الاقدام عندما تدخل البحر بالخطوات الأولى ولكن الفرق أن النغمة ثابتة مع كل خطوة اسيرها فمن كثرة المطر احيانا وطول المسافة لا تعود حاجة للركض فالماء قد اخترق الثياب ووصل الجسم بكل الأماكن.
عندما تمتلأ الجزمة بالماء احيانا كنت اضطر لخلعها وافراغها من الماء ولبسها من جديد ، واضطر للوقوف على حجر على رجل واحدة حتى لا تتسخ الجوارب بالتراب ، وعندها سأضطر في اليوم التالي أن البس الجزمة بلا جوارب .
عندما اصل البيت مباشرة أخلع ثيابي واعلقها لأني مضطر أن البسها غدا ( كان لكل واحد بنطلون واحد للمدرسة ) اما الجزمة فكان لا بد من تنشيفها من الماء وكان يتم ذلك بأن آخذ جمرة من كانون الفحم ( وسيلة التدفئة الوحيدة المتاحة في ذلك الوقت ) وادخلها بداخل الجزمة وابدأ بتحريكها بسرعة ، واعيد الكرة عدة مرات حتى تنشف .
اما اليوم فعند هطول بعض الأمطار ترى مواكب السيارات ، وتغلق الشوارع لان الاهل يسرعون للمدرسة لإحضار اولادهم حتى لا تصلهم قطرة ماء ، ولو كان باستطاعتهم لادخلوا السيارة للصف حتى لا يضطر الابن/ة أن يدوس على الماء حتى .
وبقلك ايام زمان احلى....