• ليؤمن العالم انك ارسلتني - بطرس منصور

كلمة رئيس مجمع الكنائس الانجيلية في اسرائيل بطرس منصور في حفل الميلاد 15.12.2018

الاخوة والاخوات، الأحباء بالرب ....مع حفظ أي لقب آخر - لأنها تتراجع امام لقب "اخ" و"اخت".

باسمي واسم مجلس مجمع الكنائس الانجيلية نرحب بكم في حفل الميلاد السنوي. نتمنى لكم عيد نقترب به من الله المتجسد حبيب قلوبنا يسوع وسنة جديدة بحسب قلب الرب، مشيئته ورضاه.

نشكركم على حضوركم للاشتراك بالحفل، وليت الرب يعطينا ان نتبارك ونبارك الآخرين كعائلة انجيلية واحدة هذا المساء.

أتساءل ما دورنا، ليس الشخصي لكل كنيسة، ولكن كمجموعة او طائفة او تيار او عائلة كنسية؟

 اننا مجموعة انجيلية صغيرة جداً في بلد مهمة... فالمسيحيون العرب في بلادنا هم 1.5% من سكان هذا الدولة. يعني فرد من بين 66 شخصاً. وبين هؤلاء، الانجيليون هم بحسب الإحصائيات على الاكثر 4 % من المسيحيين. أي 1 من 25 من كل المسيحيين. اي باختصار هناك انجيلي واحد من بين كل 1650 مواطن في الدولة.

بكلمات أخرى اقلية صغيرة جدا. ولكنها تحمل رسالة عظيمة.

انها رسالة الخلاص لكل البشر. انها رسالة الله الذي يصير جسداً، يترك اعلى سماه ويتجسد على هذه الأرض ليذهب للصليب ويموت عني وعنك!

وليس فقط اقلية صغيرة ورسالة عظيمة ولكن التواجد هو بلد هامة ومصيرية: ارض الأنبياء- الارض التي اختارها الرب من كل بقاع العالم.

يا لها من مسؤولية!!

كيف سنطبق هذه الرسالة وعددنا صغير بهذا الشكل؟

بحسب كلمة الرب هناك

الرب يقول في اقدس ساعاته:

"ليكون الجميع واحدا.... كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. 22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني، ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد"(يوحنا 17: 21-22).

 والهدف من وراء الوحدة بحسب كلام الرب هو "ليؤمن العالم انك ارسلتني". وهذا يذكرنا بالآية المعروفة:" بهذا يعرف العالم انكم تلاميذي، ان كان لكم حب بعضكم لبعض" (يوحنا 13: 35)

كيف؟

إمكانيتان لهذه العلاقة السببية:

 الأولى، بان يروا شهادة الوحدة فيقبلوا الكلمة.

ولربما بنصف دعابة ونصف جدية: اذا الله قادر ان يوحد هؤلاء، فاذا هذه عجيبة ويجب ان نقبل الكلمة

الثانية، بان نكون ناجعين اكثر ونستغل المواهب التي وضعها الرب.

 

ولنذكر ان الوحدة تنعش وتشجع وأيضا تمنع الانحراف اللاهوتي والشخصي.

وهذا بالضبط هو أحد الأسباب التي دفعت بالاخوة الأحباء هنا الى تأسيس المجمع.

*الجسد يقول "العب وحدك بتطلع راضي"- لكن الرب يريدنا ان نضحي براحتنا فنعمل معا. فالعمل معا رغم الشخصيات والعقليات والخلفيات المختلفة يشكلنا. "الْحَدِيدُ بِالْحَدِيدِ يُحَدَّدُ وَالإِنْسَانُ يُحَدِّدُ وَجْهَ صَاحِبِهِ"(أمثال 27: 17). انه يليّن الشخصيات ويصقلها لتكون كما هو يريد.

*الجسد يقول: "اشتغل لحالك فعندك المواهب". لكن الرب يقول ان جسد الانسان وقد شبهه بالكنيسة به أعضاء كثيرة وعمل العين مختلف عن الرجل او اليد.

 من جهة أخرى الرب اتخذ تلاميذ له ولم يعمل لوحده مع انه قادر على ذلك طبعاً. كما اقام الرب كنيسة وهي جماعة المؤمنين لتتميم مهمته في العالم.

*الجسد يقول "لا اتفق مع اخي" لكن الرب يريدنا ان ننكر ذواتنا ونتواضع فعلا لكي نحتمل ضعفات بعض ونستغل مواهب ووزنات الرب في حياة بعضنا البعض.

في النهاية أقول انه في العيد تجتمع العائلة ومن هنا اريد ان اجتمع مع اخوتي بدم المسيح...لتجتمع عائلتنا ولنحب بعضنا بعضا ولكن بصبر ونعمة.

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع