ماذا استفادت إسرائيل من قانون القومية؟
ماذا استفادت إسرائيل من قانون القومية؟
هناك مثل عربي يستعمله الفلاحون للإشارة لكل من تحمس وفعل فعلا ولكنه انقلب عليه ، وهذا ما حصل مع نتنياهو ، فهو مثل "اللي نط على الحمار واجا من الناحية الثانية"
*** اذا كان الهدف تخويف فلسطينيي الداخل وجعلهم يعيشون بلا امان بانهم ممكن أن يتحولوا بين ليلة وضحاها إلى لاجئين، فقط أخطأ , لان هذا الهاجس يرافقهم منذ نكبة إخوتهم عام ١٩٤٨ وهم تمرسوا وتمكنوا وصاروا اقوى واشد عزما وثقة بأنفسهم وبهويتهم ، ومن استطاع أن يعبر سنوات الحكم العسكري ، وقبل بهوية دولة أقيمت على وطنهم ونَكَبت شعبهم بغية الحفاظ على ما تبقى من الأرض وحراسة الدار والبيت حتى عودة أصحابها ، لن يضيفه هذا القانون الا عزيمة ، وبهذا فقد أخطأت إسرائيل!!!
*** اذا كان الهدف قوننة التمييز والعنصرية وجعل الأقلية القومية الفلسطينية تفقد الامل بالمساواة فقط أخطأ , فلم ننتظر المساواة يوما كمنة من أحد وقد عبر عنها توفيق زياد بكلمات بسيطة ولكنها عميقة (كرامة وخدمات ) وهو حق تكفله كل المعاهدات والمواثيق الدولية ولن ننفك نطالب بحقنا ولن يزيدنا القانون الا عزيمة للاستمرار للمطالبة .
*** اذا كان الهدف اثبات تميز وعلو اليهود عن باقي الاقليات في اسرائيل فقد اخطا , لان القانون اصاب بالصميم الدروز الذين ضحوا بابناءهم دفاعا عن اسرائيل واعلنوا وحدة الدم معها , لذلك فسن القانون وضعهم امام مفترق طرق مفصلي حول استمرار علاقتهم مع اليهود , فنتنياهو ومن معه بهذا كانه يبصق بوجههم ويهينهم شر اهانة وبهذا اثبتت اسرائيل من جديد انها لا تصون العهود ولا تقدر من يضحي بنفسه لاجلها الا من منطلق السيد والعبد .
*** اذا كان الهدف هو فرض واقع جديد بالنسبة لعملية السلام فقد أخطأ مرتين الأولى أنه إذا تهيئت الظروف للعودة للمفاوضات فهذا القانون إسرائيلي داخلي ولا يعني أحدا ولن يلزم الفلسطينيين ، واذا لم تتهيئ فستصبح إسرائيل دولة ابرتهايد بامتياز.
*** اذا كان الهدف تعزيز الحلم الصهيوني بأن دولة اليهود قائمة وقوية وأن إسرائيل دولة اليهود فقط , فقد أخطأ لان القانون أكد للقاصي قبل الداني على عدم ثقة اليهود اولا بمستقبل إسرائيل وأن السارق دائما يخاف انكشاف أمره فيحاول دائما إيجاد التغطية لفعلته , وأكد أكثر على عدم أخلاقية هذه الدولة وعلى رعب الأكثرية اليهودية أمام الأقلية الفلسطينية لان استيعاب الأقليات واعطاءهم الشعور بالأمن والانتماء مقياس لرقي وثقة الأكثرية ولكن القانون أثبت العكس تماما .
*** اذا كان الهدف الاثبات للعالم تفوق الشعب اليهودي على باقي الشعوب وان اسرائيل تستطيع ان تسن القوانين التي تريد بمنأى عن التطورات العالمية فقد اخطأ , لان العالم والمؤسسات الحقوقية والانسانية العالمية لن تمر مر الكرام على الموضوع , واتوقع ازدياد قوة حركة المقاطعة وملاحقة اسرائيل بالمحافل الدولية .
كل ما ذكر اعلاه يحتم علينا تكثيف مناهضة القانون والتصدي له لان التحرك العالمي والدولي يتفاعل تفاعل طردي من نضالنا الانساني والاخلاقي والوطني , والتاكيد ان نضالنا بالاساس هو بهدف الديمقراطية والمساواة لاستقطاب اكبر عدد ممكن من اليهود المناهضين للقانون من منطلقات انسانية واخلاقية وديمقراطية .