• قصة مخيم دولاب ألخزاف - ارث من العطاء اللافت - بطرس منصور
قصة مخيم دولاب ألخزاف - ارث من العطاء اللافت - بطرس منصور

اذكر ايامي في المدرسة المعمدانية في اواسط السبعينات من القرن الماضي وكيف لم يغمض لي جفن في الليلة التي سبقت بدء مخيمات دولاب الخزاف في القرية المعمدانية قرب بيتح تكفا، او كما كنا نسميه: "مخيم بيتح تكفا".

عقدت هذه المخيمات لمدة اسبوع واحد خلال الصيف من الاثنين للجمعة لمختلف الاجيال اي 4 مخيمات لحوالي 120 طالب لكل واحد للاعمار 9-15 بوجود مرشدين محليين وامريكان.

كانت هذه المخيمات مصدر بركة لي ولكثير من اترابي  فكنا نقضي ساعات في السباحة والرياضة على ملاعبها الخضراء وايضا اوقات مباركة في الترنيم وسماع كلمات الانجيل حول النار في البركة القديمة المحاذية لسكة القطار حيث سمعنا القطار القديم يمر بقربها في ساعات الليل الهادئة.

استمرت هذه المخيمات لعقود طويلة بقيادة الاستاذ ايليا قبطي وتبعه سليم حنا وعماد حداد حتى قرر القائمون على القرية المعمدانية اغلاقها في اواسط التسعينات في وجه المحليين وتحويلها لملاعب كرة القاعدة (البيسبول) لكي يحاولوا بواسطة ذلك الوصول برسالة الانجيل لمن سيستخدم الملاعب. ولم تجدي حملات الاحتجاج التي قام بها المحليون بارسال الرسائل للمسؤولين في الارسالية المعمدانية في امريكا.  وقد انتاب الجميع شعور من الحزن والاحباط. ثم استلمت جمعية تبشير الاولاد بقيادة فادي حنا (وكان مرشدا فعالا وبارزا في المخيمات لسنين طويلة) مسؤولية المخيمات. واقيمت المخيمات مجددا في كيبوتسات في شمال البلاد للاولاد الصغار والغيت المخيمات للذين اكبر سنا. وبعد عدة سنوات استلمت رابطة الكنائس المعمدانية مسؤولية المخيمات ولكنها لم تصمد فتوقفت.

لاحقا وفي بداية الالفية الثانية عادت الارسالية المعمدانية صاحبة القرية المعمدانية وافتتحت القرية المعمدانية امام المخيمات المحلية مما شجع المحليين باعادة الامور الى نصابها.

وفعلا وفي بداية سنوات الالفين قامت الاخت منال حداد وهي مرشدة سابقة في المخيمات وتخدم كمنسقة للعمل الروحي وايضا معلمة للكتاب المقدس في المدرسة المعمدانية بتقديم اقتراح لكنيستها (المعمدانية المحلية في الناصرة) بأن تتبنى الكنيسة مخيمات دولاب الخزاف وتقودها. وفعلا وافق شيوخ الكنيسة )وكاتب هذه السطور منهم( على ذلك ومعهم الكنيسة كلها وخاصة ان عدد كبير من اعضاءها خدموا كمرشدين وقضوا اوقاتا كمخيمين فيها في حداثتهم. وفعلا انطلقت المخيمات بروح جديدة وطاقة متجددة وتجندت الكنيسة المعمدانية المحلية في الناصرة بادارة السيدة منال حداد نفسها وبمشاركة مرشدين ومساعدين من المدرسة وكنائس مختلفة لأجل انجاح المخيمات.

ساهم في ادارة المخيمات في السنوات الاخيرة الى جانب منال حداد ايضا خلوب قعوار، طوني يميني ،زاهر حداد وراني ورشا سابا.

يذكر ان الكنيسة المعمدانية المحلية في الناصرة واعضاءها تسعون عضوا تقيم مخيما آخر لاسبوعين او ثلاثة للاولاد بجيل 5-9 اعوام في مبنى المدرسة المعمدانية في شهر تموز من كل عام. فمن هنا تطلب عقد مخيمات دولاب الخزاف ايضا جهدا جبارا شارك فيه عدد كبير من الاعضاء.

في السنين الاخيرة انضمت لهذا الجهد للكنيسة والمدرسة جمعية اصدقاء المدرسة المعمدانية التي عملت جاهدة لاحضار تمويل سخي من كنائس في امريكا لتخفيف التكلفة التي تقع على كاهل الاهل بالاضافة لترتيب اشتراك مجموعات امريكية فيه كمرشدين داعمين في المخيم نفسه الى جانب المرشدين المحليين.

ان نجاح الشراكة بين الكنيسة والمدرسة والجمعية المذكورة خير برهان لضرورة العمل المشترك ونتائجه المباركة. استقطب المخيم اقبالا كبيرا من طلاب المدرسة المعمدانية اضافة لطلاب مدارس اخرى في المدينة وخارجها وكان الطلب شديدا على الاماكن المحدودة فيه حتى اضطر القائمون عليه رفض طلبات عديدة للالتحاق به. وقد سنحت لي فرصة التواجد لمدة اسبوع في المخيم الاخير لمخيمات دولاب الخزاف لهذا العام ولمست العمل المشترك لمجموعة المرشدين الرائعة. لقد جمعت المجموعة مرشدين بحبون الرب ويرغبون خدمته ولديهم طاقات ومقدرات ادارية وفنية وموسيقية عديدة. تميز المرشدون بمحبتهم للاولاد وبرغبتهم الاستثمار في حياتهم من كافة نواحي الحياة.

ليت الرب يعمل في قلوب الطلاب ليكون التأثير باقيا.

1966
1966 -
1974
1974 -
1981
1981 -
1983
1983 -
1985
1985 -
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع