مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

الخدمة المدنية الوطنية للعرب – ما بين التاريخ والحملات الجديدة لتجنيد العرب - بقلم عطاالله منصور

5.00 - (1 تقييمات)
نشرت
3386
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

الخدمة المدنية الوطنية للعرب – ما بين التاريخ والحملات الجديدة لتجنيد العرب -  بقلم عطاالله منصور

خلفية تاريخية:

تاريخ خدمة العرب في مختلف التنظيمات العسكرية والشرطية و"المدنية" تمتد على طول الفترة الزمنية منذ قيام اسرائيل وقبل ذلك. بدأت العلاقات فردية. بعض الافراد انضموا للتنظيمات اليهودية لارضاء والدته او عشيقته والبعض الاخر انتقاما لعائلته او لقبيلته او لشيخ طائفته. اول جماعات المحاربين في صفوف اليهود كانوا من بدو الشمال والجنوب واشهرهم عرب الهيب بقيادة شيخهم حسين المحمد ومجموعات من الدروز بتوجيه وتشجيع من المشايخ لبيب ابو ركن وصالح خنيفس وجبر داهش معدي. ومن الجدير بالذكر ان موقف دروز الجليل لم يكن شاذا بالنسبة لاخوانهم في جبل الدروز وجنوب لبنان اذ انضم الى صفوفهم عدد كبير من المتطوعين للخدمة العسكرية من الجولان وجنوب لبنان وما يزالون يعيشون اليوم في قري الكرمل والجليل. ومن الطريف ان نذكر بأن الجنود العرب في صفوف جيش اسرائيل كانوا حتى سنوات الخمسينات الأولى يعتمرون غطاء الرأس الاحمر - والمشهور عن الجيش العربي الاردني. وللحقيقة  نذكر بان هذه الظاهرة لم تكن مستنكرة لدي غالبية العرب داخل السرائيل في تلك الايام فقد خدم في صفوف الجيش وحرس الحدود والشرطة المدنية بعض المسلمين والمسيحين وحين حاولت الحكومة الأسرائيلية الوقوف على مدى استعداد ابناء الاقلية العربية لأداء خدمة العلم في صيف 1954 لم تقم خركة تعارض او تقاوم هذه الدعوة والسبب الاول في نظري أن عرب تلك الايام كانوا حاقدين على الانظمة العربية التي خذلتهم في 1948 بوعود كاذبه بأنها وجيوشها سيضعون حدا للعدوان  الصهيوني كما أنهم كانوا في حالة غضب لسوء معاملة اللاجئين ولأن جامعة الدول العربية "تبرأت" منهم ووصمتهم بالخيانة لمجرد صمودهم فوق ارض وطنهم.

دعوة الشباب العرب لخدمة العلم هدفت الى تشجيع العائلات العربية للهجرة من البلاد خوفا على سلامة المجندين (وهذا ما اكده لي شخصيا امنون لين، عضو الكنيست السابق وصهر ابا خوشي, رئيس يلدية حيفا واحد زعماء الصف الاول في حكومات اسرائيل العمالية، وأيضا يهوشوع بلمون - مستشار رئيس الحكومة للشؤون العربية يومها). والحزب الشيوعي الاسرائيلي، رأس الحربة الشرعية للمعارضة العربية لكل مظاهر التمييز، لم يعارض الدعوة لخدمة العلم وأكد في مقال "الاتحاد" الرئيسي بان الحزب سيقف الى جانب المجندين العرب ويدافع عن حقهم بالمساواة. وتمت عملية تسجيل فئة المرشحين للخدمة العسكرية وطويت الصفحة لأن احدا لم يهرب ولم يتهرب سوى الحكومة التي رفضت تدريب الاف العرب على فنون الحرب واستعمال السلاح !

ولكن الحكومة - خصوصا بعد احتضان الشباب الدروز في الخدمة الالزامية - حاولت تقسيم بقية العرب الى طوائف في محاولة لاستيعاب كل طائفة على حدة. وقد جرت عدة محاولات لجذب الشباب المسيحي، فلم تفلح بطرق الاغراء فتم استغلال بعض الطوشات لتشجيع البعض الى حمل السلاح لردع الاعداء فتمت نجاحات محدودة جدا.  كما أدت ظروف الحروب على الحدود (خصوصا في مراحل  حرب الاستنزاف  مع اسرائيل) الى اللجوء الى قصاصي الاثر من البدو فجندوا اعدادا كبيرة ساهمت على كافة الجبهات.

اخر امواج البحر:  

تشكل الدعوة للخدمة الوطنية - المدنية آخر المحاولات لاستيعاب الشباب العربي. الطرف الحكومي يزعم بأنه يشجع الشباب العرب على القيام بالخدمة المدنية لتحسين فرص العمل امام هؤلاء الشباب في سوق العمل الذي يميز ضدهم - وهذه حجه لا تقلي عجه - كما يقول مثلنا العامي، لأن التمييز ضد العرب مصدره الاول هو الجهاز الحكومي الذي لا يستوعب العرب ويعلًم اليهود بأن العرب لا يستحقون الثقة وعادم الشئ لا يستطيع منحه. أنهم يحاولون خلط المتطوعين العرب في الخدمة الوطنية مع الحرديم الذين يرفضون الخدمة العسكرية ويرفضون العمل او تعليم اولادهم في المدرسة في مواضيع تؤهلهم  للعمل او الالتحاق بالجامعات لأنهم - كما يطلب منهم - مكرسون للصلاة ومساعدة النساء على ولادة الاطفال وواجب النساء الخروج  للعمل واعالة زوجها واولادها . وتقول اللجنة الحكومية المشرفة على الموضوع ان الخدمة الوطنية تهدف الي تشجيع بعض هؤلاء للقبول بالعمل والدورات العلمية لتأهيلة للانخراط في العمل. باختصار فالمتطوعين العرب واليهود هم من يبحثون عن عمل فلا يجدونه ومن يجرون الى العمل الذي يرفضونه !!!!

بدات حملة الدعوة للتطوع  للخدمة الوطنية عام 2007  بصورة متواضعة لم تزد ملاكات التطوع القطرية عن  50 يهودي و 290 عربي ولكنها كبرت وتضاعفت في العام  2008  الى 170 يهودي و 630 عربي، وفي العام 2009  عادت مرة اخرى وضاعفت عدد المتطوعين الى 780 يهودي و 1050 عربي

في العام الماضي  2010  زاد العدد بصورة محدودة  فبلغ عدد اليهود 1050 والعرب 1280 وكان غالبية المتطوعين العرب من البنات وبلغ عددهن في اواخر العام الماضي  1400 متطوعة (الى جانب 152 رجل)  !!!

لماذا  تسلطت الصبايا على فرع التطوع؟ لان 13000 عربي اكاديمي يبحثون عن عمل وغالبيتهم من البنات يبحثن عن عمل فلا يجدن سوى التطوع !! وتقول دراسة رسمية ان ربع الاكاديمين العرب الذكور  و - 52% من الاكاديميات  لا يعملون في مراحل شبابهم الاولى (خلال الفترة العمرية من 18-22 ).

وبرامج الحكومة التي تدعي الغيرة على المواطنين العرب ان تستوعب خلال العام الحالي 1550 متطوع وفي 2012 سيصل عددهم الى 2300، وفي 2013 يسعون لاستيعاب 2800  وفي 2014  سيزيد عددهم الى 3280، فالحكومة" الحنونة" والغيورة على مستقبلنا لا تعمل لضمان العمل لشبابنا الصاعد الا في صفوف التطوع (اي العمل المجاني!) ولا تدعوهم لخدمة العلم لانها لا تثق بأخلاصهم لنظام يمارس التمييز ضدهم !!!

ولكن هل ستبقى في الحكم حكومة التمييز الى ما نهاية ؟؟؟

دعوة رسمية من الدولة لخدمة العلم لكافة العرب وقصد بها تشجيع الهروب - ولكنها لم تنجح - عن كتاب "حفنة تراب لزنابق الحقل" للكاتب عطااللة منصور
3386
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

جاري التحميل