الصورة -سمير خطيب
5.00 - (1 تقييمات)
نشرت

الصورة

هل حدث معك ؟ وانت تبحث عن شيئ معين ، او وانت تقوم بترتيب مكتبتك ، أن صادفت صورة قديمة ،كنت قد نسيتها ، وأخذتك الى دنيا تلك اللحظة التي التقطوها بها ، عالم كامل من الذكريات والاحاسيس تمر عليك ...الصورة مع كل ما احاطها من فرح او حزن ، شغف او نفور ، الم او سعادة، تحد او استسلام ...خوف او جرأة ....إنها تذكرك بما جرى لك ولها وله ولكل من بالصورة ...تعيدك الى صحة كنت تتمتع بها او شعر طويل قد سقط ، اوتجاعيد وجه لم تكن .او عزيز فقدناه ...او إنجاز/فشل في تلك اللحظة كنت قد نسيته.
غريبة هذه الصور القديمة خاصة عندما تضطرك ان تفتح صندوق الماضي ، نحبها ولا نحبها ، نريد منها الذكرى الجميلة ونتمسك بها ونتمنى بالوقت نفسه النسيان إن كان فيها من نحب وفقدناه ، او ذكرتنا بذكرى أليمة ، ومع هذا لا نرميها ، شيئ ما يشدنا دائما للعودة لها ،، هل هو الحنين لماض نشتاق له ؟ او هروب من واقع سئمناه ؟ ...نخبئ الصورة لسنوات وقد ننساها ولكن ما ان تقع العين عليها حتى نتفحصها بدقة ، وكل مرة نجد شيئا جديدا ،،ملامح ..ابتسامة صفراء ...عيون فرح...او حزن...نظرة اعجاب..حب صامت ...صرنا ننتبه لها مع الزمن .
هل تعلم أنك لا يمكن أن تصور صورتين لنفس اللحظة ؟ فالزمن يتغير من صورة لصورة ،وقد تتغير نفسية المصوِّر او المصوَّر من لحظة للحظة ، كما روى لي صديقي
Basel Tannous
ذات مرة , ومنذ تلك اللحظة وانا انظر للصور بطريقة أخرى . نصور ...وكأننا نلتقط لحظات تدون كل زماننا وعيشنا واحيانا نصور روحنا ....لنكتشف بعد حين ان مجموعة الصور التي لدينا تحكي قصة حياتنا ..وهذه القصة بحاجة لصورة جديدة !!!


