• لا نستطيع أن نكون روحيين إن كنا فاشلين في ضبط اللسان - القس الدكتور حنا كتناشو
لا نستطيع أن نكون روحيين إن كنا فاشلين في ضبط اللسان - القس الدكتور حنا كتناشو

قرأت قبل زمن طويل أمثالا بابلية قديمة وأذكر المثل التالي: الكلمة مثل العصفور المحبوس في قفص فمتى خرج منه لا تستطيع أن تستعيده. لا شك أننا يجب أن نستخدم اللسان بمهارة التقوى وليس باستخفاف الحماقة. ويشجعنا القديس يعقوب (يع 3: 1 – 12) على هذا الأمر الهام مستخدما عدة تعابير مجازية ليوضح لنا الأمر.

أولا، اللسان مثل لجام الخيل. نضع اللجام في أفواه الخيل لنسيطر عليها ونقودها في الاتجاه السليم. هكذا اللسان يحتاج إلى ضبط وتعيير حتى تكون الكلمات في الاتجاه الصحيح.

ثانيا، اللسان مثل دفة السفينة. رغم صغره إلا أن تأثيره كبيرة. فعلينا أن ندرك أهمية الكلمات التي نستخدمها.

ثالثا، اللسان مثل النار. فقد نطلق بعض الكلمات ولكنها قد تشعل غابة بأكملها وتحرق العلاقات وتدمر الكنائس والبيوت.

رابعا، اللسان مثل لحمة نجسة تنجس كل الجسد. فتتحول قداستنا إلى نجاسة. وتخرّب الكلمات شهادتنا ومحبتنا وتقوانا.

خامسا، اللسان مثل الوحوش البرية. طبيعتها غير مقموعة. ولهذا يحتاج اللسان إلى التدريب والترويض. فنزن الكلمات ونتدرب على الصمت والإصغاء. والوحش يلازمنا كل الوقت ولن نستطيع التخلص منه ولكننا نستطيع تدريبه ليخدمنا لا ليقتل محبة الله فينا ومن خلالنا.

سادسا، اللسان مثل السم القاتل. بضع كلمات قد تحتاج إلى شهور في غرفة الطوارئ. وقد تكون كلمات لعنة مليئة بالسلبيات ضد من خلقهم الله وأحبهم.

سابعا، اللسان مثل الينبوع والفم هو المخرج. يستطيع اللسان أن يخرج البركات أو اللعنات ولكننا لا نستطيع أن نكون أتباع المسيح ونستخدم لسانا تارة للخير وطورا للشر. ولا نستطيع أن نخرج الماء العذب والماء المالح من نفس الينبوع ونكون في توافق مع إرادة الله.

ثامنا، اللسان مثل الشجرة. فكل شجرة تثمر بحسب نوعها. فإن كان الثمر سيئا فهذا مؤشر أن النوع سيء.

               باختصار، تعلم الصمت. وتكلم بالخير أو اكتب كلماتك على صفحات التواصل الاجتماعي للخير والبركة. وصلي مئة مرة قبل أن تتفوه بكلمة أو تكتبها لا سيّما زمن الشر. وفكر في كل كلمة وفي هدف الكلام وفي نتيجة الكلام وفي المسيح الكلمة وفي سيادة الروح القدس بكل كلمة. واطلب الرحمة والنعمة. ولكي تتغير كلماتنا لنطلب من الله أن يغير قلوبنا. ولتتغير تعبيراتنا لنطلب من الله أن يغير عيوننا فنرى يد الله ونسمع همسات القدير ونشعر بهبوب ريح مقدسة تُخاطب الفكر وتقوّم العقل. وكما يقول المثل الشهير: لسانك حصانك، إن صنت صانك وإن خنته خانك. وكلمة مقولة في مكانها بركة ونعمة أما الكلمة غير المفيدة فلعنة.

أخوتي وأخواتي، لا نستطيع أن نكون روحيين إن كنا فاشلين في ضبط اللسان. يا رب ارحم!

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع