مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

وماذا بعد ؟ د.سمير خطيب

3.50 - (2 تقييمات)
نشرت
467
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

وماذا بعد ؟ د.سمير خطيب
وماذا بعد ؟

اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي منذ سن قانون القومية بردود الفعل الغاضبة -وبحق- بسبب هذا القانون ، وتداول الكثيرون سبل ووسائل الرد السياسية والقانونية والشعبية ، وهذا شرعي وأخلاقي لان أضرار القانون لا تمس فقط حياتنا اليومية بل مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويطرق الخزان بقوة ويستصرخ الجميع بسؤال جوهري وهو ما العمل وكيف الرد ؟ 

لقد تراوحت الاقتراحات من التوجه للمحكمة العليا حتى العصيان المدني مرورا باستقالة أعضاء القائمة المشتركة من الكنيست ، حتى أن البعض وصل به الأمر إلى اتهام النواب العرب ولجنة المتابعة بالتقصير بالأداء والفشل في منع سن القانون ، وكنت اتابع ما يقترح الأصدقاء وغيرهم وأتساءل بعد كل اقتراح وماذا بعد ؟ 
ماذا بعد كل اقتراح ؟ وما الهدف المرجو منه ؟ وهل سيحقق الهدف المنشود بإلغاء القانون أو على الأقل التقليل من ضرره ؟ 
أن أخطر ما في القانون هو ما لم يُكتب به وليس ما تم إقراره فهو الفاتحة لسن قوانين وممارسات جديدة مقوننه، بمعنى أن يصبح التمييز شرعيا بالعمل والشارع والإعلام الخ ، وأهم ما في القانون أنه وضع الاوراق مفتوحة على طاولة صراع الهوية وأوضح بلا تجميل أن القضية فرز أخلاقي وإنساني ووطني .
أمام هذا الوضع الصعب المعقد ، أعتقد أنه لا مجال لردود الفعل الغاضبة المتسرعة، بل من الضروري التروي ودراسة كل خطوة سلبياتها وايجابيتها ، مقوماتها ومردودها ، دراسة الإمكانيات النضالية ومحدوديتها ، وعدم زج الناس للتهلكة والضياع ونحن جالسون خلف شاشات الكمبيوتر ، ولهذا استغرب أكثر ما استغرب ليس تصرفات الناس بل السياسيين منهم وكأن الأمر سباق إعلامي فهذا يخرج ويعتذر للناس اننا تباطئنا بالرد ، وهذا يكتب اقتراحاته بلجنة المتابعة بصفحات الفيسبوك حتى يقول انني اقترحت ولم يقبل اقتراحي أو ليملك السبق الوطني .
ولكن ما هكذا تؤكل الكتف ، ولا هكذا تدار الأمور وهي بحاجة اولا إلى الوحدة ثم إلى المزيد من المشاورات وليس بالضرورة الإعلان عن الخطوات مسبقا بل تصعيد النضال حسب عاملين أساسيين وهما الهدف المنشود وتفاعل الناس مع النشاطات وكمثال بسيط لا يمكن أن تقيم مظاهرة في تل أبيب لا يشارك بها عشرات الألوف من العرب والا سيكون تأثيرها عكسي وكان الناس بواد والقيادة بواد كما حصل في مظاهرة المسكن حيث لم يتعدى الحضور بضعة آلاف اقل بعشرة مرات من عدد البيوت العربية المهددة بالهدم .
ختاما يجب التركيز على أن هناك نسبة لا بأس بها من اليهود تعارض القانون ويجب تنشيطهم وتفعيلهم واستغلال معارضتهم للنضال المشترك ضد القانون وحذار ثم حذار من تحويل الصراع إلى عربي يهودي أو طائفي فهذا يضر بالهدف بل إلى صراع حول الديمقراطية وحقوق الإنسان فهو الأقوى والاشمل والذي يحوي بداخله حقوقنا القومية كأقلية ، وشعار المساواة الذي رفعته الجبهة دائما يحوي بداخله كل ما يلزمنا كأقلية قومية تبحث عن حقوقها بعد أن عززنا الهوية .
واخيرا ادعو الجميع إلى الالتفاف حول البرامج النضالية التي أعلنت عنها لجنة المتابعة .
 
د.سمير خطيب 08/2018
 
 
 
467
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل