مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

من يركض الماراتون السياسي , لا يأبه لخسارة مقطع هنا ومقطع هناك ! د.سمير خطيب

2.50 - (2 تقييمات)
نشرت
1008
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

 

*** من يركض الماراتون السياسي  لا يأبه لخسارة مقطع هنا ومقطع هناك ! سمير خطيب 

** الجبهة الديمقراطية  وقضية التناوب بالقائمة المشتركة 

يزداد الحديث في الشهرين الأخيرين وخاصة بالأيام الأخيرة حول قضية التناوب بالقائمة المشتركة ، الأمر الذي سينعكس على مستقبل القائمة حسب نتيجة حسم النقاش ، وبغض النظر عن التفاصيل والحيثيات الدقيقة لهذا النقاش الا انه بنظرة عامة أرى أن النقاش يأخذ منحى حزبي ضيق تغيب فيه المصلحة العامة والرؤيا الشاملة لأهمية القائمة المشتركة في نضالنا داخل البرلمان ، ويتداخل الموقف من التناوب مع الموقف الاولي من اهمية وضرورة القائمة المشتركة فاكثر المتشددين بالنقاش حول أحقية التجمع بالمقعد أو عدمه هم النشطاء الذين عارضوا من الاصل تشكيل القائمة المشتركة والشراكة مع احزاب اخرى, ووجدوا الامر فرصة لرفع حدة النقاش ليصبح الحزب اولا قبل المصلحة الوطنية العليا العامة ، والتعصب الحزبي اصبح سيد الموقف الأمر الذي قد يُفقد الناس الثقة بالقائمة المشتركة التي كانت قبل سنتين فقط " مشروع شعب " ووافقت عليها كل مركباتها بحسب اتفاقية مكتوبه حول التناوب وتوزيع المقاعد ، بمساعدة لجنة الوفاق .
ان هذا النقاش قد يضيف بعض الادرنلين لبعض النشطاء الحزبيين في قضية تصفية الحسابات بين الأحزاب، ولكنه قد يؤدي إلى فشل مشروع المشتركة التي اقلقت الأحزاب اليمينية مما اضطرها إلى التفكير بتخفيض نسبة الحسم لكي لا تكون القائمة المشتركة هي القائمة الثالثة في الكنيست ، فأين نحن من هذا ؟ وهل من الوطنية بشيئ أن نسعى لتحطيم المشروع الخلاق الوطني الأول من نوعه في كل العالم , أن تتوحد أحزاب أقلية قومية بالرغم من خلافاتها الأيديولوجية في قائمة مشتركة توافقية لتجعل الصوت الفلسطيني واحدا بالبرلمان الصهيوني ؟.
هل نحقق حلم اليمين الاسرائيلي بخلافنا حول مقعد لهذا الحزب أو ذاك ونسعى بيدنا إلى إفشال القائمة المشتركة ؟
ان الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتي أعتز بكوني عضوا بها لأنها تعبر عن مبادئي وأفكاري السياسية والاجتماعية ولأنها حاملة الهم الوطني وقادت الأقلية الفلسطينية في إسرائيل بذكاء وحكمة ودقة باتخاذ المواقف المصيرية (وكانت محفوفة بالمخاطر) والاهم انها وازنت بين الوطن والمواطنه حتى أوصلت الناس ، كل الناس إلى بر الأمان القومي واليومي ، وبالرغم من أن المسيرة لم تكتمل نحو المساواة واالسلام الا انه مقارنة بوضعنا بعد النكبة ووضعنا الان ، فكأنما قطعنا سنوات ضوئية وكل هذا بفضل مواقف الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية لاحقا .
الجبهة الديمقراطية دائما تعالت عن المصلحة الحزبية الضيقة لأجل المصلحة الوطنية العامة (والأمثلة كثيرة على ذلك ) ولهذا استغرب واستهجن دخول جبهتي بهذا النقاش وعدم حسمه منذ البداية ، فهي الحزب الأكبر والتاريخ الأطول بالنضال وقطعت الغالبية العظمى من الطريق نحو حل هذه الاشكالية وقدمت المثال الأرقى بالتعامل مع الاتفاقيات باستقالة النائب الفعال والنشيط الوطني عبد الله ابو معروف ثم توقفت باللحظات الأخيرة للنقاش حول الاتفاق المكتوب أو روح الاتفاق أو من المسؤول عن هذا الخلاف ومن سببه ؟
هل يعقل أن نزج نفسنا بهذا النقاش الصغير نسبة لتاريخ حزبنا ومصداقيتنا بين الجماهير؟ هل يعقل تحويلنا إلى حزب كباقي الأحزاب ونصبح واحد من الاحزاب , ولا نكون مميزين ونتعالى عن هذا النقاش لنثبت من جديد اننا الأكبر والأكثر مصداقية عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العامة وتبرير الأمر بجزئيات صغيرة لا قيمة لها أمام المشروع الكبير للقائمة المشتركة ؟
لم يفت الوقت بعد لنؤكد للناس اننا نستحق ثقتها التاريخية وثقتها بالصناديق واليوم كما في كل يوم على مر تاريخنا يستوجب علينا اكراما واحتراما لمصوتينا أن نطوي هذا الملف ونعلن أننا نوكل لجنة الوفاق بحل هذه الإشكالية ونلتزم بكل قراراتها ولن نكون عثرة أمام استمرار هذا المشروع الوطني الجديد الذي بحاجة لرعاية كل الأحزاب وخاصة ام واب المشروع وهي الجبهة .
دعونا لا ننتظر !!!!!! فاستقالة حجازي من عضوية الكنيست بحجة ان المقعد ليس من حقهم سيحرجنا ونضع نفسنا بايدينا امام اسهم الانتقاد من الناس حول تمسكنا بالمقعد الذي سنضطر للتنازل عنه لانه ليس من حقنا , بالرغم من ان من يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الخلاف هو النائب باسل غطاس بتصرفه الغير مسؤول اولا ،والتجمع كحزب ثانيا , ولكن هل ترمي الام ابنها العاق لانه اخطأ ؟ ونحن ام المشتركة ,(ام الطفل لا تقبل بتقسيمه حتى لو اخذته ام اخرى مدعية زورا) . هل يرمي الاخ الاكبر اخيه الاصغر لانه اساء التصرف بدل ان يحتضنه ويرعاه حماية لارث العائلة وسمعتها امام الاخرين ؟ ونحن الاخ الاكبر .
ان التجمع سيبقى "تجمع" وخلافنا حول سياسته وتصرفات قيادته منذ البشارة حتى الغطاس لم ولن يتغير .
ان موقفنا من العربية للتغيير وزعيمها الطيبي واسلوب اللعب على الاحبال والانتقال من حزب لحزب حسب مصلحته الشخصية اولا لم ولن يتغير .
خلافنا الفكري مع الاسلامية بشقيها (رغم التباين بينهما ) لم ولن يتغير ، ونحن عندما دخلنا المشتركة بخلاف الجميع فقد دخلناها بثقة ليس فقط بسبب رفع نسبة الحسم وانما ايضا بسبب الاهمية الوطنية للقائمة في زيادة التمثيل العربي بالبرلمان ورأيناها رافعة للعمل البرلماني .
القائمة المشتركة لم توحد الجماهير ولا الأحزاب انما وحدت جهودهم للوصول للبرلمان وبهذا فهي نجحت .
وحدت صوت العرب والقوى اليسارية الديمقراطية اليهودية وتمثيلهم بالكنيست
وبهذا هي نجحت .
قللت إلى الصفر حدة التوتر فب المعركة الانتخابية بين النشطاء وبهذا فهي نجحت .
أرغمت المؤسسة الصهيونية أن تتعامل معها ككتلة ثالثة وبهذا فهي نجحت .
أرغمت الاعلام أن يأخذها بعين الاعتبار بكل قضية تخص المجتمع عامة وليس العرب وبهذا فهي نجحت .
القائمة المشتركة ما زالت بحاجة الى رعاية وتطوير , وهذه مهمة الجبهة بالاساس , ومن يركض الماراتون لا يأبه لخسارة مقطع هنا وهناك , وكم بالحري اذا كانت الجبهة لن تخسر اي مقطع وكم بالحري اذا كانت الفائزة بكل السباقات , وكم بالحري اذا كانت القائدة للمشتركة والمتابعة.
سمير خطيب - كفركنا 10/2017

1008
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل