مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

تل الزعتر ..بمناسبة اصدار كتاب "حكايتي مع تل الزعتر " للدكتور عبد العزيز اللبدي - الناصرة

0.00 - (0 تقييمات)
نشرت
696
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تل الزعتر ..بمناسبة اصدار كتاب

كلما قرأت عن تل الزعتر, كلما سكن المخيم واهله وجداني و ازدادت الصورة أكثر تشعبا ووضوحا لأجد في كل زاوية شهيدا وفي كل زقاق بطلا وفي كل بيت حكاية ورواية , وكلما ازددت وجعا على وجع . 
في تل الزعتر لا يمكن الحديث عن تاريخ الحصار بل حصار التاريخ وعن ملحمة البطولة التاريخية النازفة دما ولوعة حتى يومنا هذا. 
" ادفنوا امواتكم وانهضوا " لم يكن كلاما ثوريا لشاعر الارض والقائد الوطني الفلسطيني توفيق زياد فقط , بل هو واقع الحال والبرنامج اليومي لأهل الزعتر. 
و"خير لنا أن نموت ونحن واقفين مرفوعين الراس" كما قال جيفارا لم يكن خيارا بل لزاما وحتمية لإنقاذ من يمكن إنقاذه من الأحياء لا لكي يعيشوا فقط بل لنقل ما جرى للناس في الخارج لعل الضمير النائم يصحو ولكي لا تتكرر المأساة. .
تل الزعتر الذي اندمج فيه الفرد في الجماعة واصبح الفرد هو الجماعة ولعل قول طارق بن زياد "البحر من ورائكم والعدو من أمامكم وقد أحرقت السفن" كما كتب عبد العزيز اللبدي في كتابه قليل على عاصمة الفقراء ومملكة الثوار فلا تكفي البسالة والجسارة لإنقاذ المخيم لان المعركة لم تكن متكافئة بين العتاد والسلاح ومملكة التنك كما وصفت المخيم رحاب كنعان ، وكان العطش للدم والقتل اقوى من الرغبة بالحياة والسلام حيث تعطلت كل مفاهيم الإنسانية التي قرأنا عنها في الروايات لدى القتله عامة الا في تل الزعتر فكلها انعدمت واختفت. .
تل الزعتر أصبح هوية الناجين الذين وولدوا من جديد كتعبير عن تداخل الامل بالألم والوجع مع الاعتزاز ولتأكيد وحدة أهله وناسه وتقاسم الموت والحياة , الهواء والماء ,والبيت فوق الارض والبيت تحت الارض , ومن معرفتي بالكثير الكثير من اهل الزعتر المنكوبين أصلا في فلسطين الحالمين بالعودة إليها يعرفون اليوم أنفسهم اولا أنا ابن الزعتر وبعدها يكمل من عائلة أو قرية أو مدينة مهجرة في فلسطين كتعبير عن هويته الشخصية لان من نجى من الزعتر ولد من جديد حتى ان البعض يدون تاريخ ميلاده 12/8/1976 كتعبير عن الولادة بعد الموت المحتم ..

آه يا وحدي ؟ وأحمد
كان اغتراب الحرب بين رصاصتين
مخيما ينمو، وينجب زعترا ومقاتلين 
وساعدا يشتد في النسيان .

في العام الماضي التقينا بزميلك الرائع المبدع د. يوسف عراقي وكتابه يوميات طبيب في تل الزعتر واليوم نلتقي بك في كتابك حكايتي مع تل الزعتر لتضيف الكثير لنا عن الوضع الطبي والابداعات الطبية التي يفهمها من اللحظة الاولى ليس كل طبيب بل كل انسان لا علاقة له بالطب واثبتم ان مقولة الحاجة ام الاختراع صادقة وعملية اما ان تصبح ابداعا فهذا يتطلب مجهودا وحسا خارقا علميا وانسانيا وانتم كذلك فكنت المعالج والمهدئ النفسي والمخطط والمقاوم والمقاتل اذا لزم الامر واذا اعتز الشعب البوليفي بجيفارا الطبيب الثائر المقاوم والشعب الروسي بالطبيب الاديب تشيخوف فنحن نعتز بكم اطباء وثوريين ومقاتلين وادباء لم يضيعوا البوصلة في احلك الظروف .
التقيت الدكتور عبد العزيز اللبدي عام 1996 عندما اهداني المرحوم راجي النجمي مسؤول التنظيم السياسي في تل الزعتر كتابك تاريخ الجراحة عند العرب وقد حملت الكتاب بيدي واستغربت فانا الذي سمعت عنه الكثير من زوجتي الدكتور نوخا الناجية من تل الزعتر , عن اللبدي الطبيب , والطبيب المقاوم وصديق العائلة وتساءلت ما هذه القدرة على العطاء وقد مر ما مر عليه في تل الزعتر واعلم الحالة النفسية لكل الاطباء بعد موت مرضاهم واثرها لاحقا عليهم فتأكدت انني امام انسان غير عادي معطاء ومكافح كطائر الفنيق ينهض من تحت الرماد , وتوالت معرفتي به عن طريق كتابه "القاموس الطبي العربي" وهنا لا بد من كلمة شكر اضافية شخصية على ما قدمه في هذه الكتب من معلومات قيمة تفيد كل الدارسين في اللغة العربية والتاريخ العربي الطبي وانا شخصيا استفدت الكثير عندما قدمت محاضرتي الاولى في المؤتمر الفلسطيني الاول لطب الاسنان بعنوان العرب وطب الاسنان في القدس .
وبالعودة للكتاب حكايتي مع تل الزعتر لقد حاول الدكتور اللبدي جاهدا اعطاء صورة شبه شاملة عن المخيم وكان ناجحا بامتياز وكنت قد قرات سابقا كتاب حسين فارس : "تل الزعتر ذاكرة فلسطينية خالدة " وكتاب رحاب كنعان " تل الزعتر مملكة التنك وجمهورية الثوار" ومن معرفتي الشخصية بالكثير من سكان تل الزعتر وممن ذكروا بالكتاب تحديدا فراجي النجمي خال زوجتي ومعلمي الروحي رحمه الله والدكتورة فاطمة النجمي اخت زوجتي وعبد المحسن صديقي سفير فلسطين في كندا الذي حاولت جاهدا ان يحضر الندوة اليوم وسلمان الزعتر قائد المنطقة الذي حكم على نفسه عزلة سياسية بعد الزعتر والذي تحدثت معه مرارا عن الزعتر وقال الكثير عن تجربته ولكنه يرفض التدوين وضياء الممرضة ويوسف الناطور واخية الثائر الدائم زميلي وصديقي د. حسن الناطور , وادهم وخليل الجمل اخي وصديقي الصدوق الذي يهديك السلام ويذكرك بقصة تقطيب جسمه كاملا تحت ضوء الشمع وكيف الجرح انفتح من جديد , واخيرا الدكتور يوسف عراقي , كل هذه القصص وهؤلاء الاشخاص ولكل منهم روايته ورؤيته والاهم عطاؤه وتضحياته يحتم علينا وعلى كل الباحثين تجميع الرواية الشفوية وتحويلها الى نصية احتراما لذكرى الشهداء الابطال الذين سقطوا وعيونهم رانية نحو فلسطين وفي هذا المقام لا يسعني الا ان اشكر الدكتور عبد العزيز اللبدي لما يبذل من جهد في هذا المجال .
شكرا لعودتك لبلدك , شكرا لأنك شاركتنا بالرواية الحقيقية لملحمة تل الزعتر شكرا لأنك منا ومعنا. 
رحم الله شهداء شعبنا وكل الثوريين والفقراء بالعالم واطال الله بعمر الناجين ليتحقق حلمهم بالعدالة والعودة لارض فلسطين .

696
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل