مشاركة فيديوهات ومقالات بالعربية

المعسكر الديمقراطي هو التحدي الاكبر-سمير خطيب

1.00 - (1 تقييمات)
نشرت
808
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

المعسكر الديمقراطي هو التحدي الاكبر-سمير خطيب

نحو المؤتمر ال- ٢٧ لحزبنا

مساهمة بالنقاش حول مسألة  القومي واليومي

إن المؤتمرات تُعقٓد ليس لمعالجة القضايا الآنية بل لدراسة النجاحات والإخفاقات وتعلم العبر منها ولوضع استراتيجيات واليات فكرية وعملية لتنفيذ أجندة الحزب الأيديولوجية ولمراجعة المستجدات الفكرية على الساحة السياسية وتطوير أساليب جديدة بما لا يتناقض مع الأيديولوجيا الماركسية للتعامل معها

ملاحظة لا بد منها : هذا المؤتمر هو استثنائي كان يجب عقده مباشرة بعد الانتخابات البلدية والتراجع  الكبير في إنجازات الحزب والجبهة خاصة زلزال الناصرة وخسارة الانتخابات البلدية هناك ولدراسة التراجع الذي حصل والدور الذاتي بالخسارة ومحاسبة المسؤولين ان ووجدوا . وكيف ولماذا حصل ان توحدت كل القوى السياسية والطائفية ضدنا (ما عدا ابناء البلد طبعا) والسؤال المطروح هل لو عقد المؤتمر بوقته الاصلي كانت النقاشات ستكون هي ذات النقاشات التي ستكون اليوم ؟

ان اهم القضايا التي يجب علينا مناقشتها :

١-التراجع في الانتخابات البلدية الاخيرة ومن المسؤول عنه

٢- القائمة المشتركة هل ساهمت بتغليب القومي على الاممي

هل ساهمت بتغييب النقاش الفكري مع الأحزاب العربية الاخرى

وذلك لبحثنا عن المشترك قبل المُفَرِق

هل هي تجربة يجب تقويتها ورعايتها ام انها وسيلة فقط لعبور نسبة الحسم

٣- القومي والمدني وجدلية العلاقة بينهما

ربما لا يوجد حزب شيوعي باي منطقة بالعالم لدية التعقيدات السياسية التي يعمل بها حزبنا فجدلية القومي والمدني ليست مرتبطة فقط بالسياسة الحكومية تجاة الأقلية الفلسطينية في اسرائيل والتي تعاني التمييز المضاعف الطبقي والقومي فهي مرتبطة ايضا بسياسة الاحتلال ضد ابناء شعبنا في الضفة والقطاع واذا كان من الممكن الوصول بالنضال الاممي الى مكاسب وانجازات بالقضايا المدنية فانه بالقضايا القومية لا يمكن ان نصل الى حل شامل بمعزل عن حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وحل مشكلة اللاجئين والاعتراف الاسرائيلي بمسؤوليتها الاخلاقية والسياسية عن النكبة . وقد قاد رفاقنا الأوائل هذا النضال وأبدعوا بفهم واقع الحال والامكانيات وساروا على خط دقيق بين القضايا القومية والأممية واثبتوا ان الاممي الحقيقي هو اكثر الناس وطنية وساهمت هذه السياسة بثبيت الهوية القومية للأقلية الفلسطينية ولم تتنازل عن مطالبها بقضايا المواطنه اي القضايا المدنية .

ان هذه المقدمة ضرورية للتأكيد على ما يلي     :

ان رفاقنا لم يترددوا يوما بطرح الموقف الصحيح والمبدئي من حل الصراع واضرب مثلا هنا الموقف من قرار التقسيم فلم يجاروا المواقف والأحزاب القومية الفلسطينية في ذلك الوقت اي عام ١٩٤٧ بالرغم من غبن قرار التقسيم واتُهموا بالخيانة للقضية الوطنية ولكنهم صمدوا وثبت لاحقا للقاصي والداني ولكل من يحاول المزاودة علينا اليوم ان موقف حزبنا هو الأصح .

لقد أقام حزبنا الشيوعي كل المؤسسات الوطنية الجامعة مثل لجنة الرؤساء ولجنة الدفاع عن الاراضي ولجنة الطلاب الثانويين والجامعيين العرب وبنفس الوقت شارك بالانتخابات البرلمانية بالكنيست "الصهيوني" وشارك بالانتخابات العامة للطلاب الجامعيين ولجنة رؤساء السلطات المحلية وذلك بشكل مبدأي لتحقيق إنجازات في قضية المواطنة والقضايا المدنية ..

 

الماركسية والقوميه وواقع الحال اليوم !

لا شك في أن القومية تعد من أكثر الظواهر تأثيرًا على عالمنا المعاصر. افتح أي صحيفة، استمع إلى المناقشات في الجامعة، أو تابع الأخبار والفيس بوك، وسترى كيف أن فكرة أن العالم مقسم إلى أمم أو دول هي أمر بديهي. فالمستَغِلون يعتبرون أنفسهم أعضاء فيما يسمى دولة قومية يفخرون بإنجازاتها ، ويعانون حين تحرج أو تهان. وبالنسبة لهم، فالتفسير الأقرب لكل ظواهر السياسة العالمية هو واقع انقسام العالم إلى دول مبنية على قوميات مختلفة.

والحقيقة أن الظاهرة القومية لها أهمية استثنائية في عالم الرأسمالية المعاصر. فهي القالب الذي تتحرك من خلاله دولة البرجوازية فتسن القوانين، وتشن الحروب، وتشارك في المباريات الدوليه! لذلك فالظاهرة القومية متشعبة للغاية. فهناك قومية الدول الاستعمارية القديمة، وهناك قومية أقلياتها مثلا الاقلية الفلسطينية في اسرائيل ، وهناك قومية التحرر الوطني في دول العالم الثالث، وهناك الصراعات القومية / العرقية التي اجتاحت العالم مؤخرًا في اوكرانيا ودول البلقان وغيرها. ولذلك فإن القومية شكلت دائمًا سؤالاً مركزيًا للشيوعيين ولأحزابهم ومنظماتهم، ومثلت تحديًا أساسيًا للماركسية كنظرية تفكر في تغيير العالم على أساس أممي.

المعسكر الديمقراطي هو التحدي الاكبر

ان الماركسية كما تعلمناها هي التحليل المبدئي للموقف العيني ودائما قاد حزبنا سياسة واقعية ثورية واليوم مما لا شك فيه ان ظروف عملنا تغيرت حيث ان بسبب النضال اليومي الوطني  والمثابر تم اثبات الهوية القومية الجماعية الفلسطينية للاقلية العربية في اسرائيل امام المؤسسة الصهيونية -حتى ولو لم تعترف بها رسمياويتم العمل على الذاكرة الجماعية وذلك منذ يوم الارض وتم تعزيزها بهبة القدس والاقصى وعبر مسيرات العودة السنوية بذكرى النكبة . ولذلك لا خوف على هويتنا الوطنية والقومية ولا حاجة للدخول بسباق الشعارات الوطنية مع الاحزاب القومية لأننا نعرف اننا الاساس ونحن من قاد المسيرة حتى اوصل الجماهير الى بر الامان ونحن من يحمل هم الاقلية الفلسطينية والطبقة العاملة الاسرائيلية ولهذا نحن بحاجة لتطوير اليات عملنا والانتقال بشجاعة وشموخ نحو التأثير على السياسة العامة بإسرائيل من منطلق ان النضال في حالتنا لأجل الوطن يجب ان يرافقه نضال لأجل المواطنة ولبناء هوية قومية على اساس واعي وليس قسري . واليوم بظل حكومة يمينيه متطرفة وبظل خطر الفاشية المتربص نحن بحاجة لأوسع تحالف لإسقاطها ولتحقيق الانجازات في المجال المدني الذي سينعكس ايجابا على المجال القومي . وهناك نقطتين يجب التأكيد عليهم :

1-ان التحالفات والجبهات تبنى مع مجموعات واحزاب ومنظمات اخرى تملك فكر مغاير ولكنها قد تلتقي معنا بقاسم مشترك ادنى يتم الاتفاق عليه

2- النضال المدني السلمي هو نضال تراكمي وكل انجاز به حتى ولو كان قليلا يعتبر لبنة نحو تحقيق الهدف المنشود وهو المساواة ولا يجوز الاشتراط بهذه الحالة اما الكل او لا شيء لأننا سنقع بخانة العدمية الثورية لان تحقيق مثل هذه الانجازات السريعة لا يتم الا بثورة او انقلاب وكلاهما غير مطروح الان ولا بالأفق البعيد .

لهذا فان مسالة التحالف الديمقراطي هي فكرة خلاقة نحو الانتقال الى مرحلة التأثير شرط ان يكون محدد المعالم والاهداف وبإمكاننا نحن قيادة هذا المعسكر كوننا الاكثر تنظيما ونحن الذين نملك البوصلة وتجربتنا طويلة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حتى القائمة المشتركة حتى التنسيق مع احزاب صهيونية يسارية لأجل تسيير مظاهرات ضد الحرب وحتى التنسيق مع احزاب دينية وصهيونية يمينية لأجل تمرير قوانين اما اجتماعية او بيئية او اقتصادية لذلك فالمسالة غير معقدة ولا تعتبر تراجعا بل خطوة متقدمة لأجل تحقيق الانجازات في المجال المدني .

وأخيرا نحن من يحمل المشروع الوطني والاممي نحن من يمثل مصالح الطبقة العاملة اصدق تمثيل وقد قاد رفاقنا الأوائل المسيرة بنجاح وعلينا ان نكمل مشوارهم بنفس الروح ونفس المبدئية ولكن ليس بالضرورة بنفس الأسلوب لأننا ننطلق من مرحلة فيها كم هائل من نجاحاتهم التي يجب الاستمرار بها

وأختم

ان الأحزاب والحركات والجمعيات مثل الشركات ان لم تتجدد وتلائم نفسها للواقع  تكون قد فسحت المجال لدخول المنافسين بقوة..

وأن اصرت على عدم تجددها أعلنت افلاسها حتى لو كانت الشركة رقم 1 في السوق.

والتجدد والحداثة لا يعنيان التنازل عن المبادئ ولكن يعني المرونة واليقظة ومواكبة التغيرات الفكرية والتكنولوجية  والمتطلبات الجديدة التي تحدث في الواقع .

أكثر ما نحتاجه الآن هو استعادة قدرتنا على قراءة المتغيّرات الواقعيه باتجاه بناء مشروع جديد يتجاوز ما جربناه ونجحنا به وما نحتاجه اكثر العودة الى الحزب القائد .

د سمير خطيب

كفركنا                                                                         

                                                                                                                  

808
مشاهدات
0
تعليق

ابلاغ Report

تصنيف: 
جاري التحميل