• عندما يخطئ القلم - القس الدكتور حنا كتناشو

يؤكد اللاهوت أن الخطية متغلغلة في كل جوانب الحياة. فنحن نفشل في الفكر والسلوك والفعل. ويخطئ القلم في كثير من المرات ويحتاج إلى التوبة والتقديس. يكتب القلم أحيانا بطريقة لا ترضي قلب الله ولا تتوافق مع الأخلاق المسيحية الصحيحة. وسأسرد أدناه عدة اخطاء يجب أن نتحاشاها.

أولا، يفغر القلم فمه ويعضّ بأسناه على سُمعة كاتب ما أو أخلاقه أو دوافعه بدلا من التعامل مع الجدل المطروح. ويدعى هذا الخطأ (Ad Hominem). وللأسف تتحول أقلامنا إلى سيوف تقتل أخوتنا وأخواتنا بدلا من تحولها إلى دواء يشفي الفكر المضلل.

ثانيا، يُصاب القلم أحيانا بفيروس التعميم فلا يتعامل مع الأدلة والحقائق بسبب الاستعجال في سرد الاستنتاجات. وينشر القلم الأفكار التي تتداولها الأقلام المصابة بفيروس التعميم والنمطية دون أي مقاومة لشر النميمة أو لنشر الكذب أو نصف الحقائق. وعادة تميل هذه الأقلام إلى الكسل فلا تفحص الأمور بدقة أو من مصادرها الأصلية. وتنشر الجهل بدلا من العلم وتُعيد تدوير أفكار المجتمع بدلا من مساعدة المجتمع على التقدم في الفكر والعمل وفي معالجة التحديات.

ثالثا، يتسرع القلم أحيانا ليحصل على دعم الجماهير (Ad Populum). فتكتسي الكلمات بألوان حادة مليئة بالمشاعر الجياشة التي تستميل قلوب القرّاء دون اعتبار قلب الله وانتشار المحبة والحق والفضيلة. وأحيانا، ينشر القلم الخوف وسموم القبلية والكراهية والعنصرية في سبيل حشد دعم الجماهير.

رابعا، يحاول القلم أحيانا أن يحصل على التاج ويفوز بالسباق بدلا من السعي نحو الحق. فيبحث عن فوز سريع إذ يختار أضعف مندوب أو ممثل عن الفكر الذي يهاجمه بدلا من اختيار أفضل ممثل لهذا الفكر. وهكذا يكون الهجوم ضد رجل مصنوع من القش (Straw Man). ويتحول القلم إلى دون كيشوت الذي يُهاجم إنسانا من صنع الخيال ولا يتعامل مع الواقع.

خامسا، يسعى القلم إلى الفوز السريع وبضربة قاضية فيضع كل الأفكار التي تؤيد انتصاره والآيات التي تثبت موقفه ويتحاشى ويتجنب ذكر الجدل الآخر. فيحبس القلم كل الحقائق التي لا تؤيد الصورة التي يريد أن يراها ويثبتها.

 

ثمة أمراض أخرى يُصاب بها القلم ولكنني أصلي في هذا اليوم أن تخدم أقلامنا ملكوت الله وتنشر الحق والمحبة والفضيلة والحكمة وتسعى إلى تحدي الضلال او ما نعتقده ضلالا بصورة عادلة لا تقع في الأمراض المذكورة أعلاه. وليت أقلامنا تكون بلسما ودواء لمجتمعاتنا ولا تكون سموما تقتلنا. يا رب في يديك نستودع أقلامنا.

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع