• من يقول كلمة حق؟ بقلم: المحامي بطرس منصور
من يقول كلمة حق؟ بقلم: المحامي بطرس منصور

~~تنتشر في عالمنا اليوم النسبية – فلا حق مطلق في أعين الناس. ما يناسبني لا يناسبك بالضرورة. قد تكون انت على صواب وفي الوقت ذاته انا على صواب. يمكنك ان تفعل ما يناسبك وانا افعل ما يناسبني. لا صواب ولا خطأ في اعين الجميع.
هذه النسبية المنتشرة في الغرب تناقض الكتاب المقدس. فالكتاب يحمل الحق المطلق بالاخلاق وحقائق الحياة واهمها طريق الخلاص عن طريق محبة الله الظاهرة على الصليب. هذه الطريق واضحة المعالم تزعج اصحاب النظريات النسبية. هم يرفضون الفكر الذي يدّعي انه صاحب الفكر الصحيح وطريق الخلاص دون غيره.
من جهة اخرى ورغم انتشار الفكر النسبي غير ان الناس تنجذب لمن يمنحها الحق المطلق. ولكن – هل تشارك الكنيسة بالحق بوضوح ام هي ايضاً ساومت عليه وانضمت لجوقة النسبيين؟
يبدو ان صوت الكنيسة المنادي بوضوح بالحق الكتابي أمسى خافتاً، واذا نادى بالحق فعلاً فانه يفعل ذلك بطريقة غير حساسة. ولكن احيانا تقتصر المشاركة بالحق على الامور الكتابية الواضحة عن خلاص الله للانسان ولكنه يصمت كلياً بما يختص بالمواضيع اليومية مثل الحرب والسلام والفقر والاحتلال واضطهاد الاقليات والعنف في المجتمع واستغلال النساء والعنصرية.
غياب صوت الكنيسة عن قول الحق يوحي لكل من يراقب الكنيسة انها منسلخة عن هموم واحلام وتوقعات شعبها. انه يوحي ايضاً أن الايمان الذي تنادي به هو لا يناسب عصرنا. الناس تود سماع صوت نبوي واضح يقول للخطأ خطأ بعينه. ان اعلاء الصوت النبوي في الكنيسة بعد صلاة ودراسة هو ليس تكتيك بل من واجب الكنيسة.
دعا الرب كنيسته لتكون ملحاً ونوراً في العالم. كيف سيحفظ هذا الملح العالم من فساده اذا لم يكن ذو مفعول؟  وكيف ستنير الكنيسة الطريق دون ان  تضيئ بقوة نور الانجيل في كل موضيع الحياة؟
اننا نبخس رسالة الانجيل ونشوه جوهرها اذا اقتصرناها على بعض العقائد في المجال اللاهوتي ولم ننشر مبادئها بكل المواضيع الحياتية التي تهم الناس.
كما ان احجام الكنيسة من توضيح موقفها في امور الحياة يوحي بجبن قادتها وخشيتهم. الجمهور يحترم القوي والشجاع لأن عنده المعرفة والتطبيق والشجاعة.
الناس لا تريد رسالة خافته توحي انها هي ايضاً رسالة نسبية بل يريد رسالة مدوية قوية بمواضيع الحياة. تكوين موقف مسيحي مبني على الكتاب المقدس في امور الحياة يتطلب دراسة وطلب وجه الرب وهذا يترجم لموقف مسيحي قوي يشار له بالبنان في هذا الزمن النسبي.

 

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع